Философ и искусство музыки

Фуад Закария d. 1431 AH
132

Философ и искусство музыки

الفيلسوف وفن الموسيقى

Жанры

19

وبعد ذلك بوقت قصير، نبه نيتشه فاجنر إلى أهمية فلسفة شوبنهور الجمالية، وسرعان ما تحول فاجنر من ديالكتيك فويرباخ إلى فكرة الإرادة عند شوبنهور، ولكن فاجنر بمضي الوقت، غير فلسفته الفنية مرة أخرى؛ إذ تخلى عن الإرادة في سبيل الاستسلام المسيحي؛ فبينما كانت «تريستان» تمثل الإرادة وتحقيقها، كانت «أفول الآلهة

Gotterdammerung » وبارسيفال

20

تمثل القدرية والاستسلام اللذين ظهرا في المراحل النهائية لفلسفة شوبنهور، واللذين صورهما فاجنر على أنها هزيمة الشهوة والطمع وانتصار الأخلاق المسيحية عن طريق فضائل البراءة والرحمة. أما نيتشه، الذي كان قبل ذلك قد حول فاجنر من فويرباخ إلى شوبنهور، والذي كان هو ذاته من أنصار فلسفة الإرادة، فقد سأل فاجنر بتهكم في كتابه «أصل نشأة الأخلاق

The Genealogy of Morals » إن كان بارسيفال «يمثل ردة وعودا إلى المثل العليا المسيحية المريضة الجهولة»، ثم تحول إلى فانجر، نصير الرومانتيكية، والرجعي في عقيدته الذي كان في الأصل يقف في صف فويرباخ في موقفه من الأسطورة المسيحية، فقال: «وأخيرا نرى تحولا إلى إلغاء الذات ومحوها من جانب فنان كان حتى ذلك الحين يكرس كل ما في إرادته من عزم لعكس هذا؛ أعني لأعلى تعبير فني ممكن عن الروح والبدن. ولم يقتصر على ذلك فنه، بل طبقه في حياته أيضا. وما عليكم إلا أن تذكروا مدى حماسة فاجنر في اقتفاء أثر فويرباخ؛ فقد رن شعار فويرباخ عن «التعلق الصحي بالحسيات» في آذان فاجنر في ثلاثينيات هذا القرن وأربعينياته، كما رن في آذان كثير من الألمان ... وكأن فيه الخلاص. أتراه إذن قد غير رأيه في هذا الموضوع؟ إذ يبدو على أية حال أنه أراد بمضي الوقت أن يغير تعاليمه في هذا الموضوع ... ولا يتجلى هذا فقط في أبواق بارسيفال تدوي على المسرح، بل إن في تلك التخليطات الكئيبة المتشنجة الحائرة التي أنتجها في سنواته المتأخرة مئات المواضع التي تتجلى فيها مظاهر رغبة خفية وإرادة، إرادة منكسرة، قلقة، مستترة، هدفها الدعوة إلى الرجوع القهقرى، وإلى تحويل العقيدة، وإلى المسيحية، وروح العصور الوسطى، والقول لأنصاره: كل شيء زائل غرير! فلتلتمسوا الخلاص في عالم آخر ... بل لقد ذهب إلى حد الإشارة ذات مرة إلى «دم المخلص».»

21

أما إدوارد هانسليك

Eduard Hanslick (1825-1904م) فكان يعارض إدماج فاجنر للفنون، والمفهوم الرومانتيكي في توحيد الموسيقى والشعر. وقد اتفق مع هربارت على أن الموسيقى لا تنقل المعاني، وإنما هي تتألف من نماذج نغمية تطور ألحانها الرئيسية بطريقة محددة، وعلى أنه ليس من مهمة الموسيقى أن تكون وسيلة لتصوير شيء أو رواية قصة، أو التعبير عن حالات انفعالية. والواقع أن الموسيقي الرومانتيكي كان يحاول أن يصور النطاق الكامل للمشاعر الإنسانية في موسيقاه، كرد فعل على النزعة الذهنية الجافة للمذهب العقلي في القرن السابع عشر، غير أن المعاني الانفعالية في الموسيقى إثم وجريرة في نظر أنصار الموسيقى الخاصة كالفيلسوف هربارت والناقد هانسليك.

ولقد كتب هانسليك في كتابه «الجميل في الموسيقى

Неизвестная страница