Теория хаоса: очень короткое введение
نظرية الفوضى: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
من المتوقع حدوث كسوف كلي للشمس يمكن رؤيته في كورنوول في 11 أغسطس 1999 ... ربما أغامر بالقول بأن 2 + 2 ستساوي 4 حتى في عام 1999 ... ليس محتملا أن يصبح توقع الطقس لمثل هذا الوقت من العام القادم دقيقا على الإطلاق ... يستلزم الأمر منا معرفة مفصلة للغاية بالظروف الراهنة؛ إذ إن أي انحراف محلي صغير قد يترتب عليه تأثير دائم التضخم. يجب أن نبحث حالة الشمس ... نحذر على نحو مسبق من الثورات البركانية ... إضرابات عمال مناجم الفحم ... عود ثقاب يلقى بعيدا بإهمال ...
تتسم أفضل نماذجنا للنظام الشمسي بالفوضوية، وتبدو أفضل نماذجنا للطقس فوضوية، ولكن لماذا كان إدنجتون واثقا في عام 1928 من أن الكسوف الشمسي سيحدث في عام 1999؟ ولماذا كان واثقا بالقدر ذاته من أن أي توقع للطقس قبله بعام لن يكون دقيقا على الإطلاق؟ في الفصل العاشر، سنرى كيف ساعدتني أساليب توقع الطقس الحديثة المصممة للتعامل بصورة أفضل مع الفوضى على مشاهدة ذلك الكسوف الشمسي.
عندما تتصادم نماذج الفوضى والخلاف
أحد الأشياء التي جعلت العمل في مجال الفوضى أمرا شائقا خلال العشرين عاما الأخيرة كان الاحتكاك المتولد عندما تتجمع طرق مختلفة للنظر إلى العالم حول المجموعة نفسها من الملاحظات. أفضت الفوضى إلى قدر من الخلاف؛ إذ إن الدراسات التي تمخضت عنها الفوضى قد أحدثت ثورة ليس فقط في طريقة توقع محترفي توقع الأرصاد الجوية، بل أيضا في مكونات أي توقع. تصطدم هذه الأفكار الجديدة عادة مع أساليب النمذجة الإحصائية التقليدية، ولا تزال هذه الأفكار تثير خلافا أيما خلاف حول أفضل طرق نمذجة العالم الواقعي. وتتجزأ هذه المعركة إلى مناوشات فرعية حسب طبيعة المجال ومستوى فهمنا للنظام المحدد الذي يجري طرح سؤال في إطاره، سواء كان ذلك عدد فئران الحقول في إحدى الدول الاسكندنافية، أو عملية رياضية لحساب كمية الفوضى، أو عدد البقع الشمسية على سطح الشمس، أو سعر النفط المقرر شحنه في الشهر التالي، أو درجة الحرارة العظمى غدا، أو تاريخ آخر كسوف شمسي على الإطلاق.
هذه المناوشات شائقة، بيد أن الفوضى تقدم استبصارات أعمق، حتى إذا كان الطرفان على جانبي المناوشات يتصارعان على ميزة تقليدية، لنقل على سبيل المثال: الوصول للنموذج «الأفضل». أعادت دراسات الفوضى هنا تعريف معنى التميز؛ فنحن مجبرون حاليا على التفكير في تعريفات جديدة لما يؤلف النموذج الأفضل، أو حتى النموذج «الجيد». الأمر المثير للجدل هنا هو أننا يجب أن نتخلى عن فكرة السعي وراء الحقيقة، أو على الأقل نحدد طريقة جديدة تماما لقياس قربنا منها. تحفزنا دراسة الفوضى إلى تحقيق المنفعة دون أي أمل في تحقيق الكمال، وإلى التخلي عن الحقائق الأساسية البديهية الكثيرة في التوقع، مثل الفكرة الساذجة القائلة بأن أي توقع جيد يتكون من تنبؤ يقترب من الهدف، وهو ما لم يبد ساذجا قبل أن نفهم تداعيات الفوضى.
رؤية لاتور الواقعية للعلم في العالم الحقيقي
حتى نختتم هذا الفصل، سنوضح كيف أن الفوضى قد تدفعنا إلى إعادة النظر فيما يشكل نموذجا جيدا، وإلى مراجعة معتقداتنا حول الأسباب النهائية لفشل توقعاتنا. يتشارك العلماء والرياضيون على حد سواء في الشعور بهذا التأثير، بيد أن إعادة النظر ستختلف وفق وجهة نظر العالم والنظام التجريبي قيد الدراسة. ويمثل الشكل رقم
1-5
الوضع على نحو رائع، وهي لوحة فرنسية تنتمي إلى الفن الباروكي بريشة جورج دي لاتور، تظهر لعب الورق في القرن السابع عشر. كان لاتور فنانا واقعيا يتمتع بروح دعابة، وكان مغرما بقراءة الطالع وألعاب الحظ، خاصة تلك الألعاب التي كان الحظ يلعب فيها دورا أقل مما كان يعتقده اللاعبون. نظريا، قد تلعب الفوضى هذا الدور تماما. سنفسر هذه اللوحة بحيث تمثل الشخصيات فيها عالم رياضيات، وعالم فيزياء، وعالم إحصاء، وفيلسوفا، جميعهم منخرطون في لعبة مهارة، وحذق، وقدرة على الاستبصار، وبراعة حسابية، وهو ما يمثل وصفا لمهمة علمية، بيد أن المهمة التي أمامنا ليست إلا لعبة بوكر. سيبقى تحديد هوية كل من في اللوحة مسألة غير محسومة؛ إذ سنعاود إلقاء الضوء على الشخوص الممثلين لفروع العلم الطبيعي عبر صفحات الكتاب. تختلف الاستبصارات التي تسفر عنها الفوضى باختلاف منظور الرائي، وإن ظلت بعض الملاحظات القليلة واضحة.
شكل 1-5: لوحة «الغش في اللعب باستخدام ورقة آس ديناري أحمر»، بريشة جورج دي لاتور، حوالي عام 1645.
Неизвестная страница