السابقين، فلو قُدِّر النفي مسلطًا على القيد اقتضى مفهومه خلاف المراد، وهو أنّه (٢٤٣) يملك الدرهم ولكنّه لا يملك الدينار، ولما امتنع [هذا] (٢٤٤) تعيَّنَ الحمل على الوجه المرجوح، وهو تسليط النفي على المقيّد، وهو الدرهم، فينتفي الدينار، لأنّ الذي لا يملكُ الأقلَّ لا يملكُ الأكثرَ، فإنّ المراد بالدرهم ما يساويه من النقود لا الدرهم العرفي. والذي ظهر لي في توجيه هذا الكلام أنْ يُقالَ: إنّه في الأصل جملتان مستقلتان ولكنّ الجملة الثانية دخلها حذف كثير وتغيير حصل الإِشكال بسببه. وتوجيه ذلك أنْ يكونَ هذا الكلام في اللفظ أو في التقدير جوابًا لمستخبرٍ قالَ: (أيملكُ فلانٌ دينارًا؟)، أو ردًّا على مُخْبِرٍ قالَ: (فلانٌ يملكُ دينارًا)، فقِيل في الجواب: (فلانٌ لا يملك درهمًا)، ثم استُؤنِفَ كلامٌ آخرُ. ولك (٢٤٥) في تقديره وجهان: أحدهما: أنْ يُقدّرَ: أخبرك (٢٤٦) بهذا زيادةً عن الإِخبار عن دينارٍ (٢٤٧) استفهمت عنه، وزيادةً عن دينارٍ أخبرت بملكه له، ثُمّ حذفت جملة (أخبرك بهذا) وبقي معمولها وهو (فضلًا) كما قالوا: (حينئذٍ الآن) بتقدير: كان ذلك حينئذ (٢٤٨) واسمع الآنَ، فحذفوا الجملتين وأبقوا من كلٍّ منهما معمولها ثم حُذِف مجرور (عن) وجارّ (الدينار)، وأدخلت (عن) الأولى على (الدينار) كما قالوا: (ما رأيتُ رجلًا أحسنَ في عينِهِ الكُحْلُ من
_________
(٢٤٣) من (، م. وفي الأصل: أن.
(٢٤٤) من (، م.
(٢٤٥) من (، ب، م، المسائل السفرية. وفي الأصل: وذلك.
(٢٤٦) في المسائل السفرية: (أخبرتك)، في الموضعين.
(٢٤٧) من م والمسائل السفرية. وفي الأصل: عما استفهمت عنه.
(٢٤٨) رسمت حينئذ: (ح) في الموضعين وفضّلنا إثبات الكلمة لا الرمز.
1 / 57