بعدها إذا كانَ معرّفًا، إمّا مجرور (١٥٩) على أنّه مضاف (١٦٠) إليه (١٦١)، و(ما) زائدة، كما في قوله تعالى: (أيّما الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ) (١٦٢)، أو بدل من (ما)، وهي نكرة غير موصوفة، أي: لا مِثلَ شيءٍ علم البيان. وإمّا مرفوع خبر مبتدأ محذوف، والجملة صلة إنْ جُعلت (ما) موصولة، أو صفة إنْ جُعلت موصوفة. والجرُّ (١٦٣) أَوْلى من هذا (١٦٤) الوجه لقِلّة حذف صدر الجملة الواقعة صلة أو صفة، صرّح به الرضيّ (١٦٥)، على أنّه يقدح في اطّراده لزوم إطلاق (ما) على ذات مَنْ يعقلُ وهم يأبونه، وعلى الوجهين فحركة (سِيّ) إعراب لأنّه مضافٌ. وإمّا منصوبٌ على تقدير: (أعني)، أو على أنّه تمييز إنْ كانَ نكرةً لأنّ (ما) بتقدير التنوين، وهي (١٦٦) كافة عن الإِضافة، والفتحة بنائية مثلها في: (رجلَ)، وقيل على الاستثناء في الوجهين فعدم تجويز النصب، إذا كان معرفة، وَهْمٌ من الأندلسي (١٦٧) . وعلى التقادير خبر (لا) محذوف عند غير الأخفش (١٦٨)، أي: لا مِثْلَ علم البيان موجود من العلوم فإنّ التحلّي بحقائقه أحقُّ بالتقدير من
_________
(١٥٩) م: مجرورًا.
(١٦٠) (: مضافًا.
(١٦١) من م. وفي الأصل: إليها.
(١٦٢) القصص ٢٨.
(١٦٣) ب: والخبر. (١٦٤٩ بعدها في م زيادة مقحمة مكانها في قولهم: (كائنًا ما كان) وهي: (وفي كان ضمير (ما) اسمها، وخبرها محذوف، أي كائنًا الشخص الذي هو) .
(١٦٥) شرح الرضي ٢ / ١٣٤ - ١٣٧.
(١٦٦) م: وهو.
(١٦٧) علم الدين أبو محمد القاسم بن أحمد اللُّورَقي، ت ٦٦١ هـ. (معجم الأدباء ١٦ / ٢٣٤، بغية الوعاة ٢ / ٢٥٠) . وينظر: شرح الرضي ٢ / ١٣٥.
(١٦٨) أبو الحسن سعيد بن مسعدة، ت ٢١٥ هـ. (أخبار النحويين البصريين ٦٦، نور القبس ٩٧) .
1 / 45