Фаваид
الفوائد
Издатель
دار الكتب العلمية
Номер издания
الثانية
Год публикации
1393 AH
Место издания
بيروت
Жанры
Суфизм
أَنه لَا بُد أَن يَبْتَلِي النَّاس والابتلاء يكون بالسراء وَالضَّرَّاء وَلَا بُد أَن يبتلى الْإِنْسَان بِمَا يسره وَبِمَا يسوؤه فَهُوَ مُحْتَاج إِلَى أَن يكون صَابِرًا شكُورًا قَالَ تَعَالَى إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَقَالَ تَعَالَى وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يرجعُونَ وَقَالَ تَعَالَى فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ معيشة ضنكا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أعمى وَقَالَ تَعَالَى أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ هَذَا فِي آل عمرَان وَقد قَالَ قبل ذَلِك فِي الْبَقَرَة نزل أَكْثَرهَا قبل آل عمرَان أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ وَذَلِكَ أَن النَّفس لَا تزكو وَتصْلح حَتَّى تمحص بالبلاء كالذهب الَّذِي لَا يخلص جيده من رديئه حَتَّى يفتن فِي كبر الامتحان إِذْ كَانَت النَّفس جاهلة ظالمة وَهِي منشأ كل شَرّ يحصل للْعَبد فَلَا يحصل لَهُ شَرّ إِلَّا مِنْهَا قَالَ تَعَالَى مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفسك وَقَالَ تَعَالَى أَو لما أَصَابَتْكُم مُصِيبَة من مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ﴿وَقَالَ﴾ وَمَا أَصَابَكُمْ من مُصِيبَة فِيمَا كسبت أيدكم وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ وَقَالَ تَعَالَى ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفسِهِم وَإِذا أَرَادَ الله بِقوم سوءا فَلَا مرد لَهُ ومالهم من دونه من وَال وَقد ذكر عقوبات الْأُمَم من آدم إِلَى آخر وَقت وَفِي كل ذَلِك يَقُول إِنَّهُم ظلمُوا أنفسهم فهم الظَّالِمُونَ لَا المظلومون وَأول من اعْترف بذلك أبواهم قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ من الخاسرين وَقَالَ لإبليس لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ وإبليس إِنَّمَا اتبعهُ الغواة مِنْهُم كَمَا قَالَ فبمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُم المخلصين وَقَالَ تَعَالَى إِنَّ عِبَادِي
1 / 210