5- أخبرنا أبو الفتح عمر بن محمد بن عمر بن علكويه ، قراءة عليه في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة ، وليس في بسيط الأرض أحد يروي عنه محم غيري ، قال : أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الذكواني ، أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد ، ثنا أحمد بن عصام ، ثنا مؤمل ، ثنا سفيان ، ثنا أبو حازم ، عن سهل بن سعد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لغدوة أو روحة في سبيل الله عز وجل خير من الدنيا وما فيها " صحيح متفق عليه من حديث أبي حازم سلمة بن دينار القاضي المديني ، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أورده مسلم في الجهاد من صحيحه ، عن محمد بن يحيى ، عن عبد العزيز بن أبي حازم ، وعن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن وكيع ، عن سفيان هذا وهو ابن سعيد الثوري 6- أخبرنا الأديب أبو الفتح أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني ، وهذا أول حديث سمعته منه ، بقراءة الشيخ إسماعيل بن أبي بكر بن أبي نصر الأشناني ، في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وأربعمائة ، قال : أنا أبو عصمة نوح بن نصر بن محمد بن أحمد بن عمرو بن الفضل بن عباس بن الحارث الإخسيكثي الفرغاني ، سنة ست عشرة وأربعمائة ، ثنا أبو عاصم عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن عبد الله الشعيري المروزي ، إملاء بسمرقند في مسجد الجامع من حفظه ، ثنا أبو أحمد هاشم بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن إسحاق المؤذن السرخسي ، ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز ، بنيسابور ، ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدي ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي قابوس ، مولى لعبد الله بن عمرو بن العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء " قال سفيان بن عيينة : هذا أول حديث سمعته من عمرو بن دينار وقال عبد الرحمن : هذا أول حديث سمعته من سفيان بن عيينة وقال أبو حامد : هذا أول حديث سمعته من عبد الرحمن بن بشر قال هاشم : هذا أول حديث سمعته من أبي حامد وقال أبو عاصم : هذا أول حديث سمعته من هاشم بن عبد الله وقال نوح : هذا أول حديث سمعته من أبي عاصم الشعيري هذا حديث صحيح أورده الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني ، عن مسدد بن مسرهد ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وأبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي ، أخرجه عن محمد بن يحيى بن أبي عمر ، جميعا عن سفيان هذا ، وأبو قابوس هذا ممن لم يسم اشتهر بالكنية ، عداده في أهل الكوفة وقيل : هو مكي وفي غير هذه الرواية : " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " بدل أهل السماء 7- أخبرنا الأديب أبو مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز المضري الصحاف ، رحمه الله ، بقراءة الإمام أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ، عليه في ذي القعدة من سنة ست وتسعين وأربعمائة ، قال : ثنا حافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، إملاء سنة عشر وأربعمائة ، ثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ، ثنا أبو العباس عبيد بن محمد بن يحيى الجوهري ، ثنا بكر بن يحيى بن زبان ، ثنا يعقوب بن مجاهد ، عن أبي الطفيل ، قال : أتيت حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه ، فقلت : لقد سمعت اليوم عجبا قال : وما هو ؟ قلت : سمعت أم عبد ، يقول : الشقي من شقي في بطن أمه ، والسعيد من وعظ بغيره فأنكرت ذلك ، فقال لي : وما تنكر من ذلك ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه خمسة وأربعين يوما ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يبعث الله عز وجل إليه ملكا ، فيقول : اكتب أجله ورزقه وعمله وشقيا أو سعيدا ، ثم يختم ذلك الكتاب ، فلا يزاد فيه ولا ينقص منه شيء إلى يوم القيامة " هذا حديث صحيح حكم بصحته وقوته مسلم بن الحجاج القشيري ، عن أبي طاهر ، عن عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن أبي الزبير ، عن أبي الطفيل هذا وأورده أيضا من رواية أبي محمد ، سفيان بن عيينة الهلالي ، عن أبي خيثمة ، عن عمرو هذا ، وليس فيه ذكر أبي الزبير وحذيفة هذا يكنى أبا سريحة وهو ابن أسيد بن خالد بن الأغوس بن الواقعة بن وقيعة بن جروة بن غفار الغفاري ، له صحبة في النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان من أصحابه الذين بايعوه تحت الشجرة ، روى عنه أبو الطفيل في القدر في كتاب مسلم ، وهو ممن لم يورد البخاري في صحيحه عنه شيئا ولا حديثا وأخرج مسلم بن الحجاج له هذا الحديث وحديثا آخر وأبو الطفيل هذا اسمه عامر بن واثلة ، وقيل عمرو بن واثلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش بن جري بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة بن خزيمة المكي السوائي من بني سواة ، ولد عام أحد أدرك من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين مع الاختلاف الذي فيه ، وهو آخر من مات بمكة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورؤيته رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت في حجة الوداع ، وسنه أكثر من مائة سنة ، وأبو الطفيل هذا من الذين أورد عنهم أبو الحسين مسلم بن الحجاج في صحيحه حديثين فيما قيل : أحدهما رؤيته النبي صلى الله عليه وسلم ، والثاني استلامه الأركان وليس له في كتاب البخاري شيء ، وكأني سمعته من علي بن الغمر سمع صاحب مسلم ، ولله الحمد والمنة وجد بكر زبان بفتح الزاي المعجمة ، وبعدها باء منقوطة بواحدة ، يشتبه بريان وأمثاله 8- وأخبرناه نازلا أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد ، قراءة عليه وأنا أسمع ، أنا أبو علي أحمد بن يزداد بن ديزويه الضرير ، يعرف بغلام محسن ، في داره في درب النجارين ، سنة أربع عشرة وأربعمائة ، أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، قراءة عليه ، ثنا أبو العباس أحمد بن يونس بن المسيب الضبي ، ثنا داود بن عمرو الضبي ، ثنا محمد بن مسلم الطائفي ، عن عمرو بن دينار ، أنه سمع أبا الطفيل ، يقول : سمعت ابن مسعود رضي الله عنه ، يقول : الشقي من شقي في طن مه ، وإن السعيد من وعظ بغيره قال : فجئت حذيفة بن أسيد ، فقلت : ألا تعجب من ابن مسعود يقول كذا وكذا ؟ فقال حذيفة : أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " إذا مضت على النطفة خمس وأربعون ليلة ، يقول الملك : أذكر أم أنثى ؟ فيقضي الله عز وجل ، ويكتب الملك أشقي أم سعيد ؟ فيقضي الله تبارك وتعالى ، ويكتب الملك فيقول : عمله وأجله ، فيقضي الله عزوجل ، ويكتب الملك ، قال : ثم تطوى الصحيفة ، فلا يزاد فيها ولا ينقص " وفي غير هذه الرواية : " إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة " وفي الصحيح : " إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ليلة " من طريق عبد الله بن مسعود أيضا 9- حدثنا القاضي الجليل أبو الرجاء بندار بن محمد بن أحمد بن جعفر الخلقاني ، إملاء فيدار الكتب العتيقة بأصبهان ، في شهر الله الأعظم رمضان من سنة أربع وتسعين وأربعمائة ، وليس على وجه لأرض من يروي عنه سواي ، أنا أبو أحمد الهيثم بن محمد بن عبد الله الخراط ، قراءة عليه سنة ست وعشرين وأربعمائة ، ثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، ثنا يوسف القاضي ، ثنا محمد بن كثير ، ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " ليس أحد أصبر على أذى يسمعه من الله عز وجل ، إنهم يزعمون له ولدا ، ثم يعافيهم ويرزقهم " وهذا أيضا صحيح ثابت متفق على ثبوته أورده البخاري في الأدب عن مسدد ، عن يحيى ، عن سفيان ، وفي التوحيد عن عبدان ، عن أبي حمزة وأخرجه مسلم بن الحجاج في كتاب التوبة ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن أبي معاوية ، وأبي أسامة ، وعن محمد بن عبد الله بن نمير ، وأبي سعيد الأشج ، عن وكيع ، وعن عبيد الله بن سعيد ، عن أبي أسامة ، جميعا عن الأعمش ، هذا وأبو عبد الرحمن السلمي اسمه عبد الله بن حبيب أخو خرشة من قبل الأم ، له سماع من المرتضى أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أيضا توفي في زمان بشر بن مروان بالكوفة 10- وحدثنا الإمام أبو عثمان إسماعيل بن أبي سعيد محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن ملة السلماني ، يعرف بالمحتسب ، في الجامع الأكبر من شهر رمضان سنة أربع وتسعين أيضا ، وهذا الشيخ أيضا ممن لا يروي عنه السماع شخص دوني ، أنا الشيخ أبو منصور عبد الرزاق بن أحمد الخطيب ، رحمه لله ، قراءة عليه - وأنا أسمع ، في شهر ربيع الأول سنة - إحدى وأربعين وأربعمائة ، أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد القباب ، ثنا أبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة ، قال : حدثني محمد بن عبيد الله الأشجعي ، ثنا عثمان بن سعيد ، قال : حدثني عنبسة ، عن عبد الله بن الحسين ، عن فاطمة بنت حسين ، عن أبيها ، عن جدها ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما : " احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ، فلو جهد الخلائق على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه ، إن استطعت أن تعمل لله بالرضا واليقين فافعل ، وإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا ، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا " قيل : هذا الحديث عزيز من حديث أهل البيت رحمة الله ورضوانه عليهم ، وقد روي من وجوه شتى ، وهذا من أعز الطرق إليه وأغربه 11- حدثنا لشيخ لصيفي أبو بكر محمد بن عمر بن إبراهيم بن جعفر بن عزيزة المعدل ، في رمضان سنة أربع وتسعين وأربعمائة ، ولا يروي عنه أحد لآن في جميع لأرض قاطبة إلا أنا وحدي ، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ربذة ، حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، ثنا معاذ بن المثنى ، ثنا عيسى بن إبراهيم البركي ، ثنا عبد الواحد بن زياد ، ثنا أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة ، قال : سمعت أبا بردة بن أبي موسى ، يحدث عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل الجليس الصالح والجليس السوء كصاحب المسك وكير الحداد ، لن يعدمك من صاحب المسك أن تشتري منه أو يحذيك أو تجد منه ريحا طيبة ، وكير الحداد يحرق ثيابك أو تجد منه ريحا خبيثة " وهذا أيضا صحيح اتفق الشيخان في كتابيهما في إخراجه أما البخاري فرواه في كتاب البيوع عن موسى بن إسماعيل ، عن عبد الواحد بن زياد ، وعن أبي كريب ، عن أبي أسامة ، كلهم عن بريد بن عبد الله أبي بردة هذا ، ومن حديث أبي بردة الأشعري ، عن جده ، عن أبيه عبد الله بن قيس رضي الله عنه ثابت ، وهذا يسمى ديباج المذبح لصحته ومتنه وأبو بردة الأشعري ثلاثة : أحدهم بريد هذا ، والثاني أخو أبي موسى عبد الله بن قيس واسمه عامر بن قيس له صحبة أيضا ، والثالث عامر بن عبد الله بن قيس جد الأول ، وقيل : اسمه الحارث ، ويروي عن أبيه وقيل : اسمه كنيته وقوله : أو يحذيك من الحذيا وهي العطية وقيل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قدم أصبهان ، وتولى فتح بعض نواحيها ، وقيل ابنه موسى بقه جاورسان ومشهده بها 12- أخبرنا الشيخ الحافظ أبو الحسين هبة الله بن الحسن بن محمد الأبرقوهي ، قراءة عليه وأنا أسمع ، مع الإمام قوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ، في ذي القعدة من سنة تسع وتسعين وأربعمائة ، قال : أنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى ، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي ، ثنا أبو بشر الدولابي ، والوليد بن بيان الواسطي ، وعبد الله بن محمد بن عمران المعدل ، قالوا : ثنا محمد بن ميمون الخياط ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن مسعر بن كدام ، وسعير بن الخمس ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ابن عمر رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا " هذا حديث صحيح الأصل حسن من هذا الوجه ، أخرجه البخاري من حديث عكرمة بن خالد ، عن ابن عمر وأورده مسلم بن الحجاج من حديث سعد بن عبيدة أبي حمزة ، عن عبد الله بن عمر ، ومن هذا الطريق أخرجه أبو عيسى الترمذي ، عن محمد بن يحيى بن أبي عمر ، عن سفيان هذا ومحمد بن ميمون الخياط بالخاء المعجمة والياء المنقوطة باثنتين المشددة يشتبه بالحناط والخباط ، يكنى أبا عبد الله المكي قال الإمام أبو حاتم الرازي : كان أميا مغفلا 13- أخبرنا الشريف الأجل أبو حرب غنام بن عبد الملك بن عبد الرحمن البكري ، بقراءة الحافظ محمد بن أبي نصر اللفتواني ، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن بندار بن منده المديني ، بمدينة أصبهان ، قراءة عليه - وأنا أسمع ، في المحرم سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ، ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، ثنا القاسم بن زكريا المطرز الحافظ البغدادي ، ثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد الزهري ، ثنا عمي يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن ابن أخي الزهري ، عن عمه محمد بن مسلم بن شهاب ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يمين الله ملأى لا يغيضها شيء سحاء الليل والنهار " وقال : " أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات ؟ فإنه لا يغيض ما في يمينه ، وعرشه على الماء ، وبيده يخفض الميزان ويرفع " هذا حديث صحيح من رواية عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة أخرجه البخاري في التوحيد ، عن علي بن عبد الله المديني ، عن عبد الرزاق 14- وبه عن الطبراني ، قال : ثنا محمد بن علي الصائغ المكي ، ثنا محمد بن معاوية النيسابوري ، ثنا محمد بن سلمة الحراني ، عن خصيف ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " سيجيء في آخر الزمان أقوام تكون وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين ، أمثال الذئاب الضواري ، ليس في قلوبهم شيء من الرحمة ، سفاكين للدماء ، لا يرعون عن قبيح إن تابعتهم واربوك ، وإن غبت عنهم ارتابوك ، وإن حدثوك كذبوك ، وإن ائتمنتهم خانوك ، صبيهم عارم ، وشابهم شاطر ، وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر ، الاعتزاز بهم ذل ، وطلب ما في أيديهم فقر ، الحكيم فيهم غاو ، والآمر فيهم متهم ، والمؤمن فيهم مستضعف ، والفاسق فيهم مشرف ، والسنة فيهم بدعة ، والبدعة فيهم سنة ، فعند ذلك يسلط الله عليهم شرارهم فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم " هذا حديث حسن غريب جدا ، وفي الباب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقال الطبراني : لم يروه عن خصيف إلا محمد بن سلمة ، تفرد به محمد بن معاوية ، ولا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد وقوله : " واربوك " من المواربة وهي الحيلة والخدع وقوله : " شاطر " من الشطارة وهي المبالغة في الشر والإثم والتعمق فيهما يقال : شطر يشطر شطارة وشطر تباعد شطورا 15- أخبرنا الشيخ الجليل أبو الفتح أحمد بن محمد الحداد ، قراءة عليه وأنا أسمع ، مع الإمام إسماعيل بن محمد بن الفضل ، رحمه الله ، قال : أنا أبو علي أحمد بن يزداد بن ديزويه الضرير ، غلام محسن ، أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر ، ثنا أحمد بن يونس الضبي ، نا عبيد الله بن موسى ، ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : كنا عنده ، فقال القوم : إن نوفا الشامي - يزعم أن الذي ذهب يطلب العلم ليس موسى بني إسرائيل وكان ابن عباس متكئا فاستوى جالسا ، ثم قال : كذلك يا سعيد ، قلت : أنا سمعته فقال ابن عباس : كذب نوف ، حدثني أبي بن كعب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " رحمة الله علينا وعلى موسى ، لولا أنه عجل واستحيا وأخذته ذمامة من صاحبه ، فقال : إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني لرأى من صاحبه عجبا " قال : وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر نبيا من الأنبياء بدأ بنفسه ، فقال : " رحمة الله علينا وعلى صالح ، رحمة الله علينا وعلى أخي عاد " ثم قال : " إن موسى بينا هو يخطب قومه ذات يوم ، فقال : ما في الأرض أحد أعلم مني فأوحى الله إليه أن في الأرض من هو أعلم منك ، وآية ذلك إنك تزود حوتا مالحا فإذا فقدته فهو حيث فقدته ، فتزود حوتا مالحا ، فانطلق هو وفتاه حتى بلغ المكان الذي أمروا به ، فلما انتهوا إلى الصخرة انطلق موسى يطلب ، فوضع فتاه الحوت على الصخرة فاضطربت فاتخذ سبيله في البحر سربا فقال فتاه : إذا جاء نبي الله حدثته فأنساه الشيطان ، فانطلقا فأصابهما ما يصيب المسافر من النصب والكلال ، ولم يكن يصيبه ما يصيب المسافر من النصب والكلال حتى جاوز ما أمر به ، فقال موسى لفتاه : { آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } قال له فتاه : يا نبي الله { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت } أن أحدثك ، { وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا } قال : ذلك ما كنا نبغ فرجعا على آثارهما قصصا يقصان الأثر حتى انتهيا إلى الصخرة فأطافا بها ، فإذا هو مسجى ثوبا فسلم فرفع رأسه ، فقال : من أنت ؟ قال : أنا موسى قال : من موسى ؟ قال : موسى بني إسرائيل قال : فما لك ؟ قال : أخبرت أن عندك علما ، فأريد أن أصحبك قال : { إنك لن تستطيع معي صبرا } قال : { ستجدني إن شاء الله صابرا ولن أعصي لك أمرا } قال : {فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا } فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة فخرج من كان فيها وتخلف ليخرقها ، قال له موسى : { أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا } قال : { ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا } قال : { لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا } فانطلقا حتى إذا أتي على غلمان على ساحل البحر ، وفيهم غلام ليس في الغلمان غلام أحسن ولا أنظف منه ، فأخذه فقتله فنفر موسى عند ذلك ، وقال : { أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا } قال : { ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا } قال : فأخذته ذمامة فاستحيا ، وقال : { إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني ، قد بلغت من لدني عذرا } فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية لئاما ، وقد أصاب موسى جهد فلم يضيفوهما ، { فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه } ، فقال له موسى : مما نزل به من الجهد { لو شئت لاتخذت عليه أجرا } قال : { هذا فراق بيني وبينك } فأخذ موسى بطرف ثوبه ، فقال : حدثني فقال : { أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر } { وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا } ، فإذا مر بها فرآها منخرقة تركها ، ورقعها أصحابها بقطعة خشب فانتفعوا بها ، وأما الغلام فإنه طبع يوم طبع كافرا ، وقد كان ألقي عليه محبة من أبويه ، لو عصياه شيئا لأرهقهما { طغيانا وكفرا } ، { فأراد ربك أن يبدلهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما } ، فوقع أبوه على أمه فتلقت فولدت خيرا منه زكاة وأقرب رحما ، { وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا } " هذا حديث صحيح ، أورده مسلم بن الحجاج ، عن عبد بن حميد ، عن عبيد الله بن موسى هذا وأبو إسحاق اسمه عمرو بن عبد الله السبيعي الهمداني عداده في الكوفيين ، سمع جماعة من الصحابة كزيد بن أرقم ، والبراء بن عازب ، وحارثة بن وهب ، والنعمان بن بشير ، في آخرين ، وإسرائيل هو ابن يونس سبطه والذمامة بفتح الذال والميم ، الذمام وهو الحرمة ، واستحيا بإثبات الياء ، واستحى بإسقاطها لغتان 16- وبه ، عن أحمد بن يونس ، ثنا جعفر بن عون ، ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن أبي رجاء العطاردي ، ثنا ابن عباس ، رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اطلعت في النار فإذا عامة أهلها النساء ، واطلعت في الجنة فإذا عامة أهلها المساكين " وهذا أيضا صحيح ، أورده أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن أبي أسامة ، عن سعيد هذا وأبو رجاء العطاردي اسمه عمران بن تيم ، وقيل : ابن عبد الله ، ويقال : ابن ملحان ، عداده في أهل البصرة ، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم ، ويروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وعبد الله بن عباس هذا ، وعمران بن حصين ، وسمرة بن جندب رضي الله عنهم ، ويروي عن أيوب السختياني ، وعوف ، وقرة بن خالد أما من قال هو ابن تيم : فعلي بن المديني ، وعمرو بن علي الفلاس ، ويزيد بن هارون الواسطي وأما من قال هو ابن عبد الله فإمامنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه وأما من قال هو ابن ملحان فمحمد بن عبد الله بن نمير الخارقي وقيل : إن أصله من اليمن ، أسلم من بعد الفتح فتح مكة ، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يهاجر إليه ، مات قبل الحسن البصري والفرزدق الشاعر ، وقيل : إنه بلغ ثمان وعشرين ومائة سنة ، وقيل : إن أبا رجاء مات وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة ، وصلى عليه الحسن وشهده الفرزدق ، وتوفي في ولاية عمر بن عبد العزيز ، رحمهما الله ، وحديثه متفق عليه في الصحيحين 17- أخبرنا الإمام الزاهد أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن بن عبد الرحمن الدوني رحمه الله ، أنا أبو نصر الكسار ، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الدينوري ، حدثني محمد بن عبيد الله بن الفضيل ، ثنا محمود بن خالد ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن ابن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن جبير بن نفير ، عن مالك بن يخامر ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، قال : " آخر كلمة فارقت عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : يا رسول الله أخبرني بأحب الأعمال إلى الله عز وجل قال : " أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله عز وجل " هذا حديث عزيز ، رواته ثقات مشاهير أثبات ، وابن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان شامي زاهد ، وهو الذي حمل الأسد بنفسه دقيقه من الطاحونة إلى بيته ، ومالك بن يخامر عداده في الشاميين ، وترجمة مالك بن يخامر ، عن معاذ بن جبل على شرط الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله ورواه الإمام أبو القاسم الطبراني في الدعوات ، عن إدريس بن عبد الكريم الحداد المقرئ ، عن عاصم بن علي ، عن ابن ثوبان ، عن أبيه ونازلا عن أحمد بن أبي يحيى الحضرمي ، عن محمد بن أيوب بن عافية ، عن جده عافية بن أيوب ، عن معاوية بن أبي صالح ، عن العلاء بن الحارث ، كلاهما عن مكحول هذا 18- وبه عن أبي بكر بن السني ، ثنا أبو خليفة ، ثنا مسدد ، ثنا حماد بن زيد ، عن أبي الصهباء ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : أظنه رفعه ، قال : " إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء تكفر اللسان ، وتقول : اتق الله ، فإن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا " هذا حديث حسن مشهور ، عن حديث حماد بن زيد ، أورده أبو عيسى الترمذي عن محمد بن موسى ، عن حماد هذا ، عن أبي الصهباء وأبو الصهباء هذا اسمه صلة بن أشيم العدوي ، عداده في البصريين ، يروي عنه الحسن بن أبي الحسن البصري ، وحميد بن هلال ، وثابت بن أسلم البناني ، وزوجته معاذة العدوية وقال الإمام أبو أحمد العسال : هو بصري ثقة قتل بخراسان في بعض الغزوات في ولاية الحجاج ، روى عنه أبو السليل
Страница 20