Фаваид
فوائد ابن أخي ميمي الدقاق
Исследователь
نبيل سعد الدين جرار
Издатель
دار أضواء السلف
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Место издания
الرياض [ضمن سلسلة مجاميع الأجزاء الحديثية (٥)]
٢٣٢ - أخبرنا محمدٌ قالَ: حدثنا يحيى بنُ محمدِ بنِ صاعدٍ قالَ: حدثنا سعيدُ بنُ يحيى قالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ محمدِ بنِ إسحاقَ قالَ: حدَّثني الزُّهريُّ، عَنْ علقمةَ بنِ وقاصٍ وَعَنْ سعيدِ بنِ المسيبِ وَعَنْ عُروةَ بنِ الزبيرِ وعن عُبيدِالله بنِ عبدِاللهِ - قالَ: كلٌّ قَدْ حدَّثني هَذَا الحديثَ وبعضُ القومِ كانَ أَوعى لَهُ مِن بعضٍ، وَقَدْ جمعتُ الَّذِي حدَّثني القومُ فَهَذَا حديثُ ابنِ شهابٍ - قالَ ابنُ إسحاقَ: وحدَّثني عبدُالعزيزِ بنُ أَبِي بكرٍ، عَنْ عمرةَ، عَنْ عائشةَ ﵂، وَقَدِ اجتمعَ حديثُهم فِي قصةِ عائشةَ عَنْ نفسِها فكانَ حديثُهم أنَّها قالتْ:
كانَ رسولُ اللهِ ﷺ إِذَا سافَرَ أَقرعَ بينَ نسائِهِ، فخرجَ سَهمي، فخرجَ بِي رسولُ اللهِ ﷺ مَعه، قالتْ: وكانَ النساءُ إِذْ ذاكَ إنَّما يأكُلونَ العُلقَ لَمْ يهجْهم اللحمُ فيثقُلْنَ، وكنتُ إِذَا رُحِّلَ لِي جَملي جلستُ فِي هَودَجي، ثُمَّ يأْتي القومُ فيأخُذونَ بأسفلِهِ فيَرفعونَه فيَضَعونَه عَلَى ظهرِ البعيرِ فيَشدُّونَه بحبالِهِ، ثُمَّ يَستاقونَ البعيرَ فيَنطلقونَ بِهِ، قالتْ: حَتَّى إِذَا فرغَ رسولُ اللهِ ﷺ مِن سفرِهِ ووجَّه قَافِلا، حَتَّى إِذَا كانَ قَرِيبًا مِن المدينةِ نزلَ رسولُ اللهِ ﷺ مَنزلًا باتَ فِيهِ بعضَ الليلِ، ثُمَّ أَذَّنَ فِي ⦗١٢١⦘ الناسِ بالرَّحيلِ فارتحَلَ الناسُ، فخرجتُ / إِلَى بعضِ حاجَتي وَفِي عُنقي عقدٌ لِي فِيهِ جَزْعُ أَظفارٍ، فلمَّا فرغتُ انسَلَّ مِن عُنقي وَلَمْ أَدري، فلمَّا رجعتُ إِلَى الرَّحلِ ذهبتُ ألتمسُهُ فَلَمْ أجدْه وَقَدْ أخذَ الناسُ فِي الرَّحيلِ، فرجعتُ إِلَى مَكاني الَّذِي ذهبتُ إليهِ فالتمستُهُ حَتَّى وجدتُهُ، وأَتى القومُ الَّذِينَ يَرْحَلونَ لِي البعيرَ ففَرغوا مِن رحلتِهِ وأَخذوا الهَودجَ وَهُمْ يَظنُّونَ أنِّي فِيهِ، فاحتَملوهُ فشدُّوه عَلَى البعيرِ وَلَمْ يَشُكوا أنِّي فِيهِ، ثُمَّ أَخذوا برأسِ البعيرِ فانطَلَقوا واستَمروا، قالتْ: فرجعتُ إِلَى العسكرِ وليسَ فِيهِ دَاعي وَلا مجيبٌ قَدِ انطلقَ الناسُ، قالتْ: فتجلَّلتُ بجِلبابي ثُمَّ اضطجعتُ فِي مَكاني وعرفتُ أنِّي لَوْ قَدِ افتُقِدتُ رُجِعَ إليَّ.
قالتْ: فواللهِ إنِّي لقاعدةٌ إِذْ مرَّ صفوانُ بنُ المُعطِّلِ السُّلميُّ، وكانَ تخلَّفَ لبعضِ حاجتِهِ عَنِ العسكرِ فلم يَثبْ مَعَ الناسِ، فرأَى سَوادي فأقبَلَ حَتَّى وقفَ عليَّ، وَقَدْ كانَ يَراني قبلَ أَن يُضربَ عَلينا الحجابُ، فلمَّا رَآنِي قالَ: إنَّا للهِ وإنَّا إِلَيْهِ راجِعونَ، أَظعينةُ رسولِ اللهِ ﷺ؟ وأَنا مُتلففةٌ فِي ثِيابي، فقالَ: مَا حملَكِ رحمَكِ اللهُ عَلَى هَذَا؟ قالتْ: فأخبرتُه الخبرَ، قالتْ: فأناخَ واستأخَرَ عنِّي وقالَ: ارْكبي، فركبتُ، وأخذَ برأسِ البعيرِ مُسرعًا يطلبُ الناسَ، قالتْ: فواللهِ مَا أدركَ الناسَ وَلا افتُقِدتُ حَتَّى أَصبحتُ ونزلَ الناسُ، فلمَّا اطمأنُّوا طلعَ الرجلُ يقودُ بِي فقالَ أهلُ الإفكِ مَا قَالوا وارتجَّ العسكرُ، واللهِ مَا أعلمُ بشيءٍ مِن ذلكَ، وَقَدِ انتَهى الحديثُ إِلَى رسولِ اللهِ ﷺ وَإِلَى أبوَيَّ لا يبلُغُني مِن ذلكَ قليلٌ وَلا كثيرٌ، إِلا أنِّي قَدْ أنكرتُ مِن رسولِ اللهِ ﷺ بعضَ لُطفِهِ إِذَا اشتَكيتُ، كنتُ إِذَا اشتَكيتُ لطفَ بِي ورحِمَني، فَلَمْ يفعلْ بِي ذلكَ فِي شَكْوَتِي، فَقَدْ أنكرتُ ذلكَ مِنه إِذْ دخلَ عليَّ وعِندي أُمي تُمرِّضُني قالَ: "كيفَ تِيكم؟ " لا يزيدُ عَلَى ذلكَ، قالتْ: حَتَّى وجدتُ فِي نَفسي، فقلتُ: يَا رسولَ اللهِ، لَوْ أَذنتَ لِي حَتَّى أنقلِبَ إِلَى أُمي وأَبي فيُمرِّضاني، قالَ: ⦗١٢٢⦘ "لا عليكِ"، قالتْ: وإنَّما قلتُ ذلكَ حينَ رأيتُ مِنه مَا رأيتُ مِن جفائِهِ، فانقلبتُ إِلَى أُمي وَلا أعلمُ شَيْئًا مِما كانَ حَتَّى نَقِهتُ مِن وَجَعي ذلكَ بعدَ بضعٍ وعشرينَ لَيْلَةً، وكُنا قَوْمًا عَرَبًا لا نتخذُ فِي بُيوتِنا الكُنُفَ الَّتِي تَتخذُ الأعاجِمُ نعافُها ونكرهُها، / وإنَّما كُنا نذهبُ فِي سفحِ المدينةِ.
قالتْ: فخرجتُ فِي بعضِ الليلِ لِحاجَتي ومَعي أُمُّ مِسطَحٍ، فوَالله إنَّها لَتمشي مَعي إِذْ عثَرَتْ فِي مِرْطِها فقالتْ: تَعِسَ مِسطَحٌ، قالتْ: قلتُ: بئسَ لَعَمرو اللهِ مَا قلتِ لرجلٍ مِن المُهاجِرينَ قَدْ شهدَ بَدْرًا، قالتْ: وَمَا بلغَكِ الخبرُ يَا بنتَ أَبِي بكرٍ؟ قالتْ: فقلتُ: وَمَا ذاكَ؟ قالتْ: فأخبَرَتْني الخبرَ، قلتُ: وقدْ كانَ هَذَا؟ قالتْ: نَعم، فوَاللهِ مَا قدرتُ أَن أَقضيَ حَاجَةً، ورجعتُ فَمَا زلتُ أَبكي حَتَّى ظننتُ أَن البكاءَ سيقطَعُ كَبدي، وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أَبِي رُهمِ بنِ عبدِالمطلبِ بنِ عبدِ مَنافٍ وأمُّها بنتُ صخرِ بنِ عامرِ بنِ كعبِ بنِ سعدِ بنِ تيمٍ، فقلتُ لأُمي: يغفرُ اللهُ لكِ، تَحدَّثَ الناسُ بِمَا يتحدَّثونَ لا تَذكرينَ لِي شَيْئًا مِن ذلكَ! قالتْ: أَي بُنيةُ خفِّضي عليكِ شأنَكِ، فوَاللهِ لَقَلَّ مَا كانَت امرأةٌ حسناءُ عندَ رجلٍ يحبُّها لَهَا ضرائِرُ إِلا أكثَرْنَ وكثرَ الناسُ عَلَيْهَا، قالتْ: وقامَ رسولُ اللهِ ﷺ خَطِيبًا فِي الناسِ وَلا أعلمُ بذلكَ، فقالَ: "أيُّها الناسُ، مَا بالُ رجالٍ يُؤذوني فِي أَهلي ويَقولونَ عَلَيْهِمْ غيرَ الحقِّ، واللهِ مَا علمتُ مِنهم إِلا خَيْرًا، ويَقولونَ ذلكَ لرجلٍ واللهِ مَا علمتُ مِنه إِلا خَيْرًا، وَمَا دخلَ بَيْتًا مِن بُيوتي إِلا وَهُوَ مَعي".
قالتْ: وكانَ كِبْرُ ذلكَ عندَ عبدِاللهِ بنِ أُبَيٍّ فِي رجالٍ مِن الخزرجِ مَعَ الَّذِي قالَ مِسطَحٌ وحمنةُ بنتُ جحشٍ، وذلكَ أنَّ أُختَها زينبَ كانتْ عندَ رسولِ اللهِ ﷺ، فَلَمْ تكنْ مِن نسائِهِ امرأةٌ تُضادُّني فِي المنزلةِ عندَهُ غيرُها، وأمَّا زينبُ فعَصَمَها اللهُ ⦗١٢٣⦘ جلَّ وعزَّ بدينِها فَلَمْ تقُلْ شَيْئًا، وأمَّا حمنةُ فأَسلمتْ مِن ذلكَ مَا أَسلمتْ تُضادُّني لأُختِها، فلمَّا قالَ رسولُ اللهِ ﷺ تلكَ المقَالةَ قالَ أُسيدُ بنُ حُضيرٍ أحدُ بَني عبدِ الأشهلِ: يَا رسولَ اللهِ، إِن يَكونوا مِن الأوسِ نَكفيكَهم، وإِن يَكونوا مِن إخوانِنا الخزرجِ فمُرْنا بأمرِكَ فِيهِمْ، فَقَامَ سَعدُ بنُ عُبادةَ وكانَ صَالِحًا فقالَ: كذبتَ لعَمرو اللهِ، ولكنَّكَ منافقٌ تجادِلُ عَنِ المُنافقينَ، قالتْ: وتثاوَرَ الناسُ حَتَّى كادَ يكونُ بينَهم شرٌّ مِن الأوسِ والخزرجِ، ونزلَ رسولُ اللهِ ﷺ.
1 / 120