36 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، ثنا شيبان بن فروخ، ثنا سعيد بن سليمان الضبي، ثنا أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جهز جيشا إلى المشركين فيهم أبو بكر وعمر أمرهما والناس كلهم [فقال لهم]: أجدوا السير، فإن بينكم وبين المشركين ماء، إن سبق المشركون إلى ذلك الماء شق على الناس وعطشتم عطشا شديدا أنتم ودوابكم وركابكم، وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمانية هو تاسعهم فقال لأصحابه: هل لكم أن نعرس قليلا ثم نلحق بالناس؟ قالوا: نعم يا رسول الله، فعرسوا فما أيقظهم إلا حر الشمس، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم واستيقظ أصحابه، فقال لهم: تقدموا واقضوا حاجتكم، ففعلوا ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: مع أحد منكم ماء؟ قال رجل منهم: يا رسول الله معي ميضأة فيها شيء من ماء، قال: جئ بها، فجاء بها، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسحها بكفه، ودعا بالبركة فيها، ثم قال لأصحابه: تعالوا فتوضئوا فجاؤوا فجعل يصب عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توضئوا وأذن رجل منهم وأقام، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لصاحب الميضأة: ازدهر بميضأتك، فسيكون لها نبأ فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل الناس، فقال لأصحابه: ما ترون الناس فعلوا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال لهم: إن فيهم أبو بكر وعمر وسيرشد الناس، فقدم الناس، وقد سبق المشركون إلى ذلك الماء فشق على الناس وعطشوا عطشا شديدا وركابهم ودوابهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين صاحب الميضأة قال: هو ذا يا رسول الله، قال : جئني بميضأتك، فجاء بها (ق69ب) وفيها شيء من ماء، فقال لهم: تعالوا فاشربوا، فجعل يصب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شرب [الناس] كلهم وسقوا دوابهم وركابهم وملئوا كل إداوة وقربة ومزادة، ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المشركين فبعث الله عز وجل ريحا فضرب وجوه المشركين، وأنزل الله عز وجل نصره وأمكن من أدبارهم، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأسروا أسارى كثيرة واستاقوا غنائم كثيرة فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وافرين صالحين.
Страница 37