Фетва шейха аль-Ислама о правлении тех, кто изменяет законы ислама
فتوى شيخ الإسلام في حكم من بدل شرائع الإسلام
ثم تكلم الإمام عن الردة عن الشرائع بعد الدخول في الإسلام، وأن ذلك أسر من الكفر الأصلي بأصل الدين. فالمرتد حكمه القتل بينما الكافر الأصلي لا يقتل، بالعهد أو الذمة إلا في حالة الحرب.
كذلك حقق الفرق بين هؤلاء المرتدين وبين البغاة وأوضح ضلال من اعتبر هؤلاء المرتدين - بتركهم للشريعة - من فرق البغاة المتأولين، حتى ولو قاتلهم على هذا الظن.
وكذلك رد رحمه الله الشبهة التي تقوم عند البعض من أنها فتنة نحن مأمورون باجتناب الدخول فيها بالنص، وأوضح أن الفتنة التي يكبر فيها السيف ويتوقف المسلم عن الدخول فيها ويفضل العزلة هي التي تقوم بين فئتين من المسلمين إحداهما باغية على الأخرى(١). لا القتال الذي يقوم بين المسلمين والمرتدين.
وأوضح كذلك عدم جواز ترك قتال هؤلاء المرتدين بحجة وجود من يشتبه في إكراهه على الخروج معهم، ذلك لأننا مأمورون بالقتال وقتل من في صفوفهم عامة، فإن صح وجود المكره بينهم بعث على نيته يوم القيامة كما جاء في حديث ((يغزو جيش الكعبة...)).
إلى غير ذلك من الأمور الهامة التي تولى الإمام ابن تيمية الإفاضة فيها بما عهد فيه من سعة علم وصحة نظر واستناد إلى الدليل الشرعي المحكم ودقة الاستنباط الذي يخفى على الكثير وجه الحجة فيه لقلة العلم أو ضيق النظر.
وبعد، فإنه وإن ضاق المقام عن الاستفاضة في تفصيل كل مجمل حملته هذه السطور القلائل إلا أننا نتوجه إلى الله بالدعاء - ونحن نقدم هذه الرسالة إلى المسلمين العاملين في كل مكان - أن تكون بداية تصحيح للنظر، وتوحيد للوجهة، وتمسك بالصواب والحق، وأن يلهمنا الله سبحانه الصواب في الأمر والإخلاص في العمل، فهما شقي الهدى والتوفيق، والله الهادي إلى السبيل.
(١) اعتزال المسلم في هذه الحالة مشروط بعدم تبينه أي الفئتين على حق.
9