Фатима Захра и Фатимиды
فاطمة الزهراء والفاطميون
Жанры
أما العبرة في تاريخنا العصري فمرجعها إلى كتابة طائفة من العصريين يزعمون أنهم يطبقون روح العصر على تاريخنا القديم وأنهم يصححونه بهذا التطبيق، وليس أعجز منهم عن تحقيق هذه الدعوى؛ لأنهم أثبتوا فيما كتبوه أنهم يزنون بميزانين وينظرون بعينين، ويختلقون أسباب التشويه والتحريف.
أولئك هم طائفة المستشرقين الذين يجمعون بين الاستشراق والتبشير، فمن هؤلاء من يطالع في الكتب الدينية التي يصدقها، فيقرأ فيها من أخبار الدعاة والأدعياء أمورا لا شك في أنها من العيوب فلا يحسبها عيوبا، ولا يتأفف منها، بل يعنت فكره ويعنتها تخريجا وتعويجا حتى يقبلها، ويفرض قبولها على الناس.
فإذا طالع كتبا عن أصحاب دين غير دينه لم يأخذ نفسه بمثل هذا التحسين والتزيين، بل أخذها على النقيض من ذلك بالمسخ والتشويه وتحويل المحاسن إلى عيوب، أو بالتنقيب في كل مكان عما يعاب إن لم يجد ما يعيبه في ظاهر السطور والحروف.
وما من شيء يمسخ الدين ويمسخ العلم معا كما يمسخهما هذا الخلق الذميم، فإن الدين لا يعلم الإنسان شيئا إن لم يعلمه حب الصدق واجتناب التمحل
3
والافتراء، وإن العلم شر من الجهل إن كان يسوم الإنسان أن يغمض عينيه لكيلا يرى ويوصد أذنيه لكيلا يسمع، فليس هذا جهلا يزول بكشف الحقيقة، ولكنه مرض يتعمد حجب الحقيقة عن صاحبه وهي مكشوفة لديه، فهو شر من الجهل بلا مراء.
وفي تاريخ الزهراء مثال للعبرة التي تستخلص من كتب هؤلاء «العلماء» الذين هم شر من الجهلاء، وأحدهم قد خصص كتابا لتاريخ الزهراء يحاول فيه جهده أن «يطبق» ذلك العلم العصري المقلوب، فإذا هو منقلب عليه.
يؤلف رجل من رجال الدين المستشرقين الذين عاشوا زمنا في الشرق - كتابا عن الزهراء ليرضي فيه ذلك «العلم العصري» المقلوب، ويبحث عن العيوب حيث لا عيوب، فإذا العيب هو في الإسفاف، وكم في الإسفاف من عيوب، بل من ذنوب!
ومن تفاهاته وسفاسفه
4
Неизвестная страница