قال صاحبه الثقة أبو عبد الله محمد بن يعقوب الأيسي المراكشي في فهرسته: كان أخونا أحمد بابا من أهل العلم والفهم والإدراك التام الحسن، حسن التصنيف كامل الحظ من العلوم فقها وحديثا وعربية وأصولا وتاريخا منحيا (^١٤) للاهتداء لمقاصد العلماء، مثابرا على التقييد والمطالعة، مطبوعا على التأليف، ألّف تواليف مفيدة جامعة، فيها أبحاث عقلية ونقلية. قال: حدثني بحديث الرحمة المسلسل بالأولية عن والده بسنده، وحديث المصافحة عن والده أيضا، وسمعت عليه أكثر صحيح مسلم بلفظه، ولم يفتني منه إلا القليل، وقرأت عليه الشفاء وعشرينيات الفزاري، وتخميس ابن مهيب لها، وشيئا من صحيح البخاري وسنن الترمذي، والموطا، وسمعت ألفية الحديث للعراقي عليه تفقها إلا أبياتا، وأوائل مختصر خليل، وأشياء من الابى على مسلم، وغير ذلك، وأجازني، وذاكرته في الأسانيد والرجال والتاريخ، وكان من أوعية العلم رحمه الله تعالى، وناولني المسلسل بالمالكية انتهى. وقال فيه صاحبه السيد الأستاذ المتواضع الناظم الناثر ذو الأخلاق الطاهرة، والشيم الفاخرة، الحاج أحمد بن الحاج محمد فهدي (^١٥) بن أبي فهدي التواتي ثم المراكشي رحمه الله تعالى: لما (^١٦) فتح الله تعالى عليّ بملاقاة عالم الدنيا ومعلمها، حامل لواء الأحاديث ومفهمها، رافع رواية مذهب الإمام مالك ومقدمها، العالم العلامة، المقبول الفاضل الفهامة، سيدي وبغيتي وهداي، ومسرجي ومثواي، ومهجتي وإياي، أبا العباس سيدي أحمد بابا، جعل الله تعالى أيامه للخير أسبابا، وفتح به إلى العلوم أبوابا، تلقيت منه ما فتح الله لي بالقبول، وألفيته علقة الوصول، فلازمت بابه المبارك ليالي وأياما، وشهورا وأعواما، وتضلعت من زمزمه بما فيه مقنع، وكنت معه كالذي يأكل ولا يشبع، فقرأت عليه رحمه الله تعالى القرآن العظيم بتفسير ذي
_________
(^١٤) في أو ج: «منحيا»، وفي ب: «مبيحا» ولعل الصواب «منحيا» كما أثبتناه».
(^١٥) سقطت من ب.
(^١٦) في أوب: «بما» وهو تحريف.
1 / 33