181

Фатх Рахман

فتح الرحمن في تفسير القرآن

Исследователь

نور الدين طالب

Издатель

دار النوادر إصدَارات وزَارة الأوقاف والشُؤُون الإِسلامِيّة

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Место издания

إدَارَةُ الشُؤُونِ الإِسلَامِيّةِ

Жанры

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)﴾ [٦٢] ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ على الحقيقة. ﴿وَالَّذِينَ هَادُوا﴾ يعني: اليهود، سموا به (١) لقولهم: ﴿إِنَّا هُدْنا إِليْكَ﴾ [الأعراف: ١٥٦]؛ أي: ملنا إليك، وقيل (٢): لأنهم هادوا؛ أي: تابوا عن عبادةِ العجل، وقال أبو عمرِو بنُ العلاء: لأنَّهم يتهوَّدون؛ أي: يتحرَّكون عندَ قراءةِ التوراةِ، ويقولون: إنَّ السمواتِ والأرضَ تحرَّكت حينَ آتى الله موسى التوراةَ. ﴿وَالنَّصَارَى﴾ سُمُّوا بهِ؛ لقولهم: ﴿نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ﴾ [الصف: ١٤]، وقيل: لأنَّهم نزلوا قريةً، وقالوا لها: ناصِرَة، وقيل: لاعتزائِهم إلى نَصْرَةَ، وهي قريةٌ كان يَنْزِلها عيسى ﵇ (٣). ﴿وَالصَّابِئِينَ﴾ جمع صابئ، أصلُه الخروجُ، يقال: صَبَأَ فلانٌ: إذا خرجَ من دينٍ إلى دينٍ آخَرَ، وهم قومٌ عدلوا عن اليهوديةِ والنصرانيةِ، وعبدوا الملائكةَ، ويستقبلون القبلةَ، ويوحِّدون اللهَ، ويقرؤون الزَّبورَ. قرأ أبو عمرٍو، وحمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ (والنَّصَارَى) حيث وقعَ بالإمالة، والباقونَ بالفتح، فمن قرأ بالإمالة رَقَّق الراءَ، ومن قرأ بالفتح، فَخَّمَها (٤)،

(١) في "ت": "بهم". (٢) "وقيل" سقطت من "ت". (٣) انظر: "تفسير البغوي" (١/ ٧٩). (٤) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ١٢٠)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي =

1 / 117