Завоевание Дарфура
فتح دارفور سنة ١٩١٦م ونبذة من تاريخ سلطانها علي دينار
Жанры
صباح يوم 23 مايو 1916م، فوجدنا ابن دينار قد تركها لا يلوي على شيء، فكان في تلك اللحظة تقويض سرير ملكه، والقضاء على سلطته العاتية، وجبروته الغاشم.
غير أن حرصه على الدنيا جعله يجمع كل ما له من مال، ومتاع، وحوره، وولدانه وبنات مطر، ومحظياته، ونساءه الشرعيات، بل أخذ كل ما تصبو إليه نفسه، وترك الفاشر قصبة ملكه، وسلطانه، وقلبه يتميز غيظا.
وإني أكتب هذه السطور وأنا جالس وراء مدافعي؛ لأحفر لها الخنادق، وأعمل لها الظلل «الدراوي»، فاعذرني أيها القارئ على ركاكة جملي، وعلى عدم إتياني بوصف مدينة «الفاشر» عاصمة دارفور؛ لأني جندي، ولست كاتبا قديرا، ولأنني حتى هذه اللحظة لم أتمكن من رؤية ما بداخل البلد، وسأصفها عند سنوح الفرصة، وعند مقابلتي لبعض الأهالي، والمقربين من السلطان للوقوف على كل ما يتعلق بذلك الطاغية العاتي، فإلى الغد، وإن غدا لناظره قريب.
ولقد فاتني أن أذكر السبب الرئيسي للفشل الذي حل بابن دينار، وهربه، فهاكه:
عند اقترابنا من عاصمة ملكه كان في تصميمه أن يعتصم بالبلد، ويخندقها، ثم يلقانا بكل ما يملكه من حول وطول، إلا أن أمراءه وذوي شوراه عقدوا مجلسا قرروا فيه بعد مناقشة حادة قتالنا خارج البلد «العاصمة»، وقد كان ذلك بقرار الأغلبية، وعلى الأخص قائد جيشه العام المدعو «رمضان واد بره» الذي تبعه في قراره هذا بقية الأمراء الذين يعتمد عليهم، كالخليل وسليمان، وغيرهما.
وقد أقسم الجميع على المصاحف بأنهم لن يعودوا إليه إلا والنصر مكلل على رءوسهم أو يموتوا فداء لسيدهم.
وقد تزين «رمضان واد بره» بأجمل زينة، ولبس سوارا من الذهب الإبريز محلى بالماس والزمرد، ثم اجتمعت حوله النساء، والسراري يطلقن له الزغاريد، والسلطان نفسه كان يطمئن لمشورته كثيرا، ويثق به، فوافق على هذه الفكرة، وفعلا حصلت الموقعة الهائلة
من صباح يوم 23 مايو سنة 1916م. وقد أبدوا من المهارة، والشجاعة، والثبات وعدم المبالاة بما كانت تمطرهم به مدافعنا من النيران المهلكة حتى إن كثيرا منهم قد لقي حتفه بعد ست خطوات من صفوفنا. وتلك الشجاعة نادرة، واسترخاص للنفوس في سبيل مليكهم، ووطنهم.
وفي تلك المعركة استشهد السردار «رمضان واد بره» قائد الجيش العام، والأمير «سليمان» وجرح الخليل، وأمراء كثيرون لا تحضرني أسماؤهم.
والخلاصة أن السلطان فقد نخبة جيشه وقواد جنده، وأمراءه، وعددهم يربو على الألف. (25) وصول الخبر إلى عاصمته وتزعزع عرشه
Неизвестная страница