Завоевание Египта арабами

Мухаммад Фарид Абу Хадид d. 1387 AH
113

Завоевание Египта арабами

فتح العرب لمصر

Жанры

وتروى قصة أخرى، وهي أن الروم كانوا لا يقدمون على القتال، ويقولون: ما لنا من حيلة في قوم غلبوا كسرى وهزموا قيصر في بلاد الشام. على أن هذه القصص قد جاءت عن طريق العرب، وإنا نشك كثيرا في صحة القصة الأخيرة؛ فإن الروم كانوا أكثر عددا، وإن جيوشهم التي كانت على قدم القتال لم تكن أقل من عشرين ألفا عدا من كان في الحصون.

كانت خطة عمرو أن يجعل الروم يخرجون إليه، فيقاتلونه في السهل وهم بعيدون عن حصن بابليون، فلما أحس «تيودور» من نفسه القوة جعل يناجز العرب، وسار إليهم بجيوشه نحو «هليوبوليس»، وكانت على مسافة ستة أميال أو سبعة من عسكر العرب، وكان على الخيل «تيودوسيوس» و«أنستاسيوس»، ولكن أكثر الجمع كانوا رجالة، بعضهم رماة وبعضهم يحملون الرماح، وكانت ربيئة العرب قد أسرعت فحملت إلى عمرو ما عزم عليه الروم، فاستطاع أن يوجه جنوده إلى مواضعها ويعبئهم للقتال، فسار هو من هليوبوليس مع أكثر الجمع من العرب للقاء الروم، ولكنه أرسل تحت الليل كتيبتين؛ إحداهما إلى «أم دنين»، والأخرى وعليها خارجة بن حذافة إلى مكان واقع إلى الشرق، ولعله كان في ثنية الجبل

16

بقرب الموضع الذي فيه اليوم قلعة القاهرة؛ فكان سير الروم على ذلك بين هذين الكمينين من العرب. وكان عمرو قد أمرهما أن يهبطا على جانب جيش الروم ومؤخرته إذا ما سنحت لهما الفرصة.

17

وخرج الروم بين البساتين والأديرة التي كانت إلى الشمال الشرقي من الحصن وانتشروا في السهل،

18

وكان ذلك في الصباح الباكر، ولم يكن عندهم علم بمكيدة عمرو، بل رأوا أنه كان يسير إليهم في جمعه آتيا من هليوبوليس، ثم حدث اللقاء بعد ذلك، ولعله كان في مكان وسط بين معسكري الروم والعرب عند الموضع الذي اسمه اليوم «العباسية». وكانت كل من الطائفتين موقنة بأن ذلك اليوم سيكون يوم الفصل في أمر مصر؛ فكانت كل تقاتل قتال المستميت. فلما حمي وطيس القتال وعض الناس على النواجذ، أقبلت كتيبة خارجة تهوي من مكمنها في الجبل، كأنما هي عاصفة تجتاح مؤخرة الروم. فلما رأى الروم أنهم قد أخذوا بين جيشين من عدوهم، وقع الفشل في صفوفهم، واتجهوا بعض الاتجاه إلى يسارهم نحو «أم دنين»، فلقيهم الكمين الآخر، فظنوا أنه جيش عربي ثالث؛ فانتثر نظامهم، وحلت بهم الهزيمة، ففروا لا يلوون على شيء يطلبون النجاة من سيوف العرب وهي تلمع كأن وميضها وميض البرق. فاستطاع الأقل منهم أن يبلغ الحصن برا فيلوذ به، وكثير منهم ساقهم الفزع إلى النهر، فنزلوا في السفن وعادوا إلى الحصن، ولكن طائفة كبيرة هلكت، واستولى العرب بعد انتصارهم على «أم دنين» مرة أخرى. وقد قتل في الوقعة كل من كان بها من الجنود إلا ثلاثمائة، ولاذ كل من نجا من الروم بحصن «بابليون» وأغلقوا عليهم الأبواب، ولكنهم منذ علموا بما أصاب إخوانهم الروم من القتل حملهم الخوف على أن يتركوا الحصن، فساروا في النهر إلى «نقيوس».

وليس في الأخبار ما يذكر عدد القتل من الجانبين، ولكن من المعروف أن أمير الجيش «تيودور» والحاكمين «تيودوسيوس» و«أنستاسيوس» لم يقتلوا. على أنه قد بقي من الروم فئة لا بأس بها اجتمع إليها من كان في الحصن في أثناء القتال، فصارت منهم جميعا مسلحة قوية تستطيع الدفاع عنه، ولكن النصر أفاد العرب فوائد جمة؛ فقد أصبحت مدينة مصر في قبضة يدهم بغير قتال، وكانت من قبل يحميها الجيش الذي في الحصن،

19

Неизвестная страница