194

Фатх Аля Аби Фатх

الفتح على أبي الفتح

Исследователь

عبد الكريم الدجيلي

Издатель

دار الشؤون الثقافية العامة

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٩٨٧ م

Место издания

بغداد - العراق

لولا أن تفندون. فأما أن يكون ريح أبي الطيب تصل إلى الظاعنين الذين تشوقهم فما أراه ينفع أبا الطيب، ولا يسر الظاعنين وأيضا فللظاعنين غير شم الروح ملاذ كثيرة، ولهم في غير منادح. وبعد فمعنى البيت من معنى بيت البحتري: يذكرنا ريا الأحبة كلما ... تنفس في جنح من الليل بارد وقوله: لقيت بدرب القُلّة الفجر لقيه ... شفت كمدي والليل فيه قتيل ويومًا كأن الحسن فيه علامة ... بعثت بها والشمس منك رسول وما قبل سيف الدولة آثار عاشق ... ولا طلبت عند الظلام ذحول لعمري أن القصيدة منها مثل هذه لحقيقة ألا يستجاد منها قوله: إذا كان شم الروح أدنى إليكم ... فلا برحتني روضة وقبول بل يعد تابعًا، وللأبيات تكثيرًا. وقد أتى لها الشيخ أبو الفتح بتفاسير غير شافية وكأنه لم ينتبه لمواضع الصنعة منها. إذ أرسل الكلام إرسالا، فلم يأت فيه بدقائقه. ومثلها ما يدل على حذق الشاعر بالصنعة، وتأييد الطبع القوى له قوله: شقت كمدى، لأنه يوم ظفر الممدوح فيه بالروم. ولما كان الليل انتظر فيه ما يسر به فطال عليه جعله قتيلا عند الصباح. ويحسن ذلك لما يرى من حمرة الشفق فكأنه دم قتيل. وأنشدني الشيخ أبو العلاء المعري لنفسه. وما قصد غير هذا المقصد:

1 / 228