Открытие двери заботы с комментариями по очищению

Мулла Али аль-Кари d. 1014 AH
87

Открытие двери заботы с комментариями по очищению

فتح باب العناية بشرح النقاية

Исследователь

محمد نزار تميم وهيثم نزار تميم

Издатель

دار الأرقم بن أبي الأرقم

Номер издания

الأولى

Год публикации

1418 AH

Место издания

بيروت

إِلا جِلدَ الخِنزِيرِ والآدَميّ. === الترجيح للاضطرابِ في مَتْنِه وسَندِه، وللاختلافِ في صُحْبَتِه كما ذكره النووي في «الخلاصة»، وقال البيهقيُّ وغيرُه: لا صُحْبَة له، ولهذا رَجَعَ أحمدُ عن قوله به أوَّلًا حيث دَلَّ على أنه وقفَ آخِرًا (^١) . قيل: وعلى تقديرِ مُساواتِه ليس بينهما مُعارَضَة، لأنَّ الإِهاب اسمٌ لغير المدبوغ، وبعدَ الدَّبغِ يُسمَّى أدِيمًا وشَنًَّا، وأمَّا ما رواه الطبرانيُّ في «الأوسَط» مِنْ لفظِ هذا الحديث هكذا: «كنتُ رخَّصتُ لكم في جلودِ الميتة، فلا تَنْتفِعُوا من الميتة بجِلْدٍ ولا عَصَب» ففي سندِه فَضَالَةُ بن مُفَضَّل، مُضَعَّفٌ. والحقُّ أنَّ حديثَ ابنِ عُكَيم ظاهِرٌ في النَّسْخ لولا الاضطرابُ، فإنَّ مِنْ المعلومِ أنَّ أحدًا لا يَنتِفعُ بجلد الميتة قبلَ الدباغة، لأنه حينئذٍ مستقذَرٌ فلا يَتعلَّقُ به النَّهيُ ظاهرًا. ثم الدليلُ على حُصولِ الدِّباغةِ بالتشميسِ أو التَّتْرِيبِ ما في الدارقطني عن معروف بن حَسَّان، عن عَمْرِو بن ذَرَ، عن عُبَادة، عن عائشة قالَتْ: قال رسول الله ﷺ «اسْتَمْتِعُوا بجلودِ الميتة إذا هِيَ دُبِغَتْ، تُرابًا كان، أو رَمادًا، أو مِلْحًا، أوْ ما كان، بعد أن يَزِيدَ صَلاحُه»، إلاَّ أنَّ أبا حاتم وابنَ عَدِي أنكرَا معروفًا. وروى أبو حنيفة، عن حمَّادٍ (^٢)، عن إبراهيم قال: كلُّ شيءٍ يَمْنَعُ الجِلدَ مِنْ الفسادِ فهو دِباغ (^٣) . إلا أنه إذا أصابَهُ الماءُ يعودُ نَجِسًا في رواية، وفي أخرى: لا، وبها قالا، وهي الأظهر. (إِلا جِلدَ الخِنزيرِ والآدَمِيّ) أمَّا جِلدُ الخِنزيرِ فلنجاسةِ عينِه لقوله تعالى: ﴿أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فإنَّه رِجْسٌ﴾ (^٤) . والضميرُ للمضافِ إليه لقُرْبِه. فإن قيل: المضافُ إليه غيرُ مقصود ولا يعودُ الضميرُ إليهِ نحو لقيتُ ابنَ عُمَرَ وخَدَمْتُه. أُجِيبَ بأنَّ عَودَ الضمير إلى المضافِ إليه شائعٌ من غيرِ نكير، نحو قوله تعالى: ﴿واشْكُروا نعمةَ اإن كنتُم إيَّاهُ تَعْبُدون﴾ (^٥) . وجُوِّزَ الوجهان في قوله تعالى: ﴿يَنْقُضون عَهْدَ اللهِ من بَعْدِ مِيثاقِهِ﴾ (^٦) . ولأنَّ في صرفه إلى الخِنزِيرِ عملًا بهما (^٧) دونَ العكس فهو أحوط.

(^١) أي توقف عن العمل به آخرًا حين علم اضطرابه. (^٢) تحرف "حماد" في المطبوعة والمخطوطة إلى: "عمار"، والتصويب من "الآثار". (^٣) الآثار لمحمد بن الحسن الشيباني ص ٣٦٨، رقم (٨٥٦). (^٤) سورة الأنعام، آية: (١٤٥). (^٥) سورة النحل، آية: (١١٤). (^٦) سورة البقرة، آية: (٢٧). (^٧) أي بالمضاف والمضاف إليه.

1 / 92