كتب في قصر طليطلة
فلما فرغ ألفونس من قراءة الكتاب أمر يعقوب أن يأتيه من الرسول بالكتاب الآخر، فجاءه به ودخل عليه وأغلق الباب وراءه وقدم له الكتاب وهو يتفرس في وجهه، فلما رأى ما يبدو عليه من الانقباض واليأس أراد أن يخفف عنه فعطس عطسة ارتج لها المكان، فانتبه ألفونس ونظر إلى يعقوب فإذا هو ينظر إليه ويضحك ويهز رأسه ويحك ذقنه بأنامله، فاستغرب ألفونس ذلك منه وكاد ينتهره لو لم يسبق إلى ذهنه ما آنسه من احترام عمه أوباس له واعتماده على أقواله، وتذكر السر الذي توسمه في سيرته فابتسم له، وقال: «ما الذي يضحكك يا يعقوب؟ هنيئا لقلبك.» قال ذلك وتنهد.
فتنهد يعقوب تنهدا سمع له صفيرا، وقال له: «بل هنيئا لك أنت، كيف يخدمك الحظ على أهون سبيل؟»
فهز ألفونس رأسه وقال: «تبا لهذا الحظ، دعني وشأني.» قال ذلك ونهض وهو يقول: «لا يليق بنا البقاء هنا ونحن مكلفون بالذهاب الليلة، ولا بد لي قبل كل شيء من استدعاء القواد وإبلاغهم الأمر بالاستعداد، فامض إلى قائدي الخمسمائة واستقدمهما إلي.»
وكان الجند الإسباني في عهد القوط مؤلفا من فرق، كل فرقة ألف جندي يسمى قائدها رئيس المعسكر
، تحته قائدان كل منهما يرأس خمسمائة واسمه
Quingentenarus ، وتقسم الخمسمائة إلى مئات اسم قائد كل مائة
Centernarus
قائد المائة. وكل مائة تنقسم إلى عشرات اسم قائدها
Decanus ؛ أي قائد العشرة، فالقائد العام يبلغ أوامره إلى قائدي الخمسمائة وهما يتوليان تدبير الجند.
Неизвестная страница