Завоевание Андалусии

Журджи Зайдан d. 1331 AH
41

Завоевание Андалусии

فتح الأندلس

Жанры

وأول من أحس بهذا الخطر من ملوك القوط والدك - طيب الله ثراه - فإنه سعى في إنقاذ حكومته من نفوذ رومية، حتى كأني سمعته يصرح برغبته في الخروج عن مذهبها أو سلطانها الكنائسي، وكان معظم أساقفة إسبانيا ممن تثقف وتشرب حبها وحب أسقفها الأكبر، فأنكروا رغبة والدك، وما زالوا حتى حققوا أغراضهم التي أتحاشى التصريح بها؛ لأنها تؤلمني كما تؤلمك، ونصبوا رودريك هذا وهو روماني الغرض وإن ادعى أنه قوطي الأصل، ففعلوا ذلك إفسادا لما كان والدك قد أسسه.»

رأي أوباس

وكان ألفونس يسمع كلام «أوباس» بإصغاء وقد تلذذ بسماعه لذة عظيمة لما آنسه فيه من الفلسفة والحكمة، مما لم يكن يخطر له على بال من قبل، فلما بلغ إلى خروج الملك من يد أبيه لم يلبث أن سأل قائلا: «كيف استطاع هؤلاء تولية رودريك وأبناء غيطشة أحياء؟»

وقال المطران: «حجتهم في ذلك أن حق الملك عندنا انتخابي وليس وراثيا؛ إذ لو كان وراثيا لكنت أنت أولى الناس بهذا الأمر. على أن كونه انتخابيا لا يقضي بحرمانك منه، وكان يجب أن ينتخبوك لأنك ابن الملك، وقد فعلوا ذلك غير مرة. ثم لولا ما ظهر في خلال انتخابهم رودريك هذا من الأغراض القومية التي مرجعها ضياع جنس القوط قاطبة لما شق ذلك علينا ...»

ثم استأنف أوباس الحديث كأنه أفاق من غفلة وقال: «أراني خرجت من دائرة الموضوع الأصلي، وخلاصة ما قدمته لك أن الذين تعدهم قوطا وترجو أن ينصروك كي تتغلب على هذا الرجل قد ضاعت منهم جامعتهم الجنسية في الجامعة الدينية واللغوية، فربما كانوا أقرب إلى نصرة أولئك منهم إلينا، فمثل هؤلاء لا يعتد بأقوالهم ولا يعتد على أحزابهم.»

فلما سمع ألفونس نتيجة البحث خاب أمله لأنه إنما كان يتوقع شد أزره بأهل عشيرته، فلما تحقق من ضياع أمله أحس بضعف عزيمته وظل مطرقا لا يبدي حراكا ولسان حاله يقول: «عجزت عن الحيلة.»

فلما رآه أوباس مطرقا أدرك ضعف عزيمته فأراد أن يسبر غوره، فقال له: «كأنك يئست من النجاح!»

قال: «كيف لا وقد فرغت يدي من الرجال فضلا عن فراغها من المال، ولم يكتف هؤلاء باختلاس الملك بل أخرجوني منه صفر اليدين؟ فهل تعلم أين ذهبوا بأموال والدي؟»

فقال المطران: «إن أموال والدك قد أخذت بحق؛ لأن الملك «رسيسويت» الذي تولى هذا العرش منذ نحو ستين سنة، سن قانونا يقضي برجوع أموال الملك وكل ما يقتنيه إلى خزينة المملكة، فلا ينبغي لنا أن نبالغ في إلقاء التبعة على عدونا بالباطل. أما كيف نبلغ ما نتمناه، فإنه إذا أعجزتك الحيلة للوقوف عليه فأخبرني لأرى رأيي وأرجو أن يكون سديدا.»

فاستغرب ألفونس تواضع عمه، وأشار بيديه وعينيه بما قد يعجز عنه لسانه من تفويض كل الأمر إلى عمه، لأنه أكبر عقلا وأوسع تجربة، فأصلح أوباس مجلسه استعدادا لحديث طويل، والتفت إلى ما حوله كأنه يحاذر أن يسمعه أحد وإن كان على ثقة من انفرادهما هناك، ثم وجه كلامه إلى ألفونس قائلا: «اعلم يا بني أن الإنسان إذا عزم على أمر لا بد من النظر في عواقبه قبل الإقدام عليه، وإلا كانت العاقبة وخيمة عليه، أنت تعلم أن الناس في إسبانيا طبقات، منها : (1)

Неизвестная страница