Фатх Аллах Хамид
فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد
Жанры
وعرق البغض لأهل الشرك والكفر والنفاق أصلا لأهل المعاصي فرعا فإذا أنشأتهما من قلبك اسقهما بماء التصديق حتى يثمر عرق المحبة بالموالاة لأهل الحق من النصيحة لهم والدعاء لهم والبر والإحسان إليهم بحسب الطاقة والقدرة والذب عن أعراضهم وقضاء حوائجهم وإفشائهم بالسلام وعيادة مرضاهم وتشييع جنائزهم وغير ذلك من الحقوق، ويثمر العرق الثاني بالمعاداة لأهل الباطل من المجاهدة والتبري منهم وعدم الركون إليهم والتغليظ عليهم وعدم مواكلتهم ومجالستهم إذا رأى منهم العند والإعراض. عن ابن عباس "من أحب في الله وأبغض في الله وعادى في الله ووالى في الله فإنما # تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد أحد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك، وقد صارت مواخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله بشيء". رواه ابن جرير1.
فإذا قبلت هذه الدرجة وتمكنت فيها بلا التفات ولا محاباة طولبت بالثالثة وهي لب الكتاب وزبدة الرسالة والكتاب وهي أن يكون الله أحب إليك مما سواه، فإذا تقدم أمره على أمر من عداه وذلك قوله تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله} . [البقرة: 165] . قوله: يحبونهم كحب الله دل على أنهم يساوون مع الله غيره كما قال تعالى في حكاية عن المشركين في النار: {تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين} . [الشعراء: 97، 98] .
Страница 193