Фатх Аллах Хамид
فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد
Жанры
وأما العقل فمعلوم بالضرورة أن العقول السليمة تشهد على أن الوجود لابد من موجد، والمبدع لابد له من مبدع، كما أن الفعل الصادر لابد له من فاعل ومصدر يصدر منه كما قيل: البعرة تدل على البعير، والسير يدل على المسير، فكيف لا تدل سماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج على اللطيف الخبير؟ فإذا علم ذلك فلابد له أن # يكون حيا قديرا عليما مدركا قائما بنفسه غنيا عن العالمين قيوما بما خلق أجمعهم وذلك لأنه لولا حياته لما صدر منه الأفعال الظاهرة والباطنة، ولولا قدرته لعجز عما يشاء أو بعضه، ولولا علمه لجهل بما ينفع الخليقة وما يضرها، ولولا إدراك الجزئيات لخفي عنه خوافي، وقد قال تعالى: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} . [غافر: 19] . ولولا قيامه بنفسه وغناه عما سواه لاحتاج إلى غيره ونقص عن رتبة الكمال، قال تعالى: {ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} . [آل عمران: 97] . ولولا قيوميته للخليفة لفسدت الأرض والسموات، قال تعالى: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم} . [البقرة: 255] .
Страница 188