Фатх Аллах Хамид
فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد
Жанры
[التوبة: 5] . وذلك لأن الشرك هضم لحق الربوبية وتنقص لعظمة الألوهية فلأجل ذلك كله حقيق على كل مسلم أن يخاف الشرك ويحذره ويسأل الله ليله ونهاره بل كل ساعة ولحظة أن يجنبه الشرك ويهديه للتوحيد والإخلاص ويثبته عليه ولا يزيغ قلبه عن الهدى.
واعلم أن كلما زادت معرفة العبد بالله وعلمه به وبأحكامه وعقابه وثوابه كان خوفه أشد، قال تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} .ولما كان إمام الحنفاء إبراهيم ومحمد بن عبد الله سيد المرسلين صلوات الله عليهم أجميعن أعلم بالله كان خوفهم أشد وأعظم وطلبه من الله النجاة أكثر قال الخليل عليه السلام: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} . قال: {واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك} . [البقرة: 128] . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا} . [الإسراء: 80] . وقال يوسف عليه السلام: {توفني مسلما وألحقني بالصالحين} . [يوسف: 101] . وقال سليمان عليه السلام: {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} . [النمل: 19] .
واعلم أن الشرك أكبر وأصغر:
فالأكبر يحبط الأعمال كلها ويخرج الإنسان من إسلامه، قال تعالى خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم وتنبيها لعباده: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} . [الزمر: 65] .
Страница 166