Фатх Аллах Хамид
فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد
Жанры
شرح الباب 2
باب في بين أدلة من الكتاب والسنة تدل على أن من حقق التوحيد الذي أرسل الله به الرسل وألزم به العبيد وهو إقبال العبد على الله بقلبه وقالبه في عبادته ودعائه وتوكله واستعانته ولا يساوي معه تعالى في حبه ورجائه وخوفه لا إله إلا هو دخل الجنة بغير حساب
قال تعالى: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه} . [النحل: 120، 121] . يخبر الله تعالى عن إبراهيم خليله ونبيه على نبينا وعليه السلام أنه كان أمة في تعليمه الناس الخير ومقاومته أهل الأرض بالمناصحة والمجادلة الحسنة أولا فأولا والأهم فالأهم، فأول ما بدأ بمناصحة أبيه ومجادلته بالتي هي أحسن {إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا} . [مريم: 42-45] . قال أبو آزر له {قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم} . [مريم: 46] . فلما بان منه الصدود والإعراض وتبين له أنه عدو لله تبرأ منه ثم ناصح أباه وقومه معا واجتهد في دخولهم الصلاح والفلاح وجادلهم بالتي هي أحسن مع إنكاره عليهم في عبادتهم غير الله مع الله وهم عبيده تحت قهره وتصريفه ولا يملكون لهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا {إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما} . [الشعراء: 70، 71] . أي صورا كانوا يصورونها على صور الصالحين قبلهم {ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا} . [نوح: 23] . وكانوا {ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله} . [يونس: 18] . قالوا كذلك قال تعالى: {فنظل لها عاكفين} .
Страница 152