المبحث الخامس: شهرته وثناء العلماء عليه.
يُعَدُّ الإمام علم الدين السخاوي من الأئمة المشهورين في علوم القراءات والتفسير والنحو، وقد كانت له شهرة في الآفاق، لذلك وجدت ترجمته في أكثر من عشرين مرجعًا في كتب التراجم والتاريخ والطبقات، وقد احتل مكانةً عالية عند القراء والنحاة وغيرهم: قال تلميذه الشيخ المقرئ شهاب الدين أبو شامة مثنيًا (^١): «توفي شيخنا علم الدين علامة زمانه، وشيخ أوانه بمنزله بالتربة الصالحية، وخُتِمَ بموته موت مشايخ الشام يومئذ».
وترجم ياقوت الحموي ترجمة واسعة، وهي أقدم ترجمة للإمام السخاوي حيث كتبها في حياته سنة (٦١٩ هـ). قال (^٢): «كان مبدؤه الاشتغال بالفقه على مذهب الإمام مالك، وهو أديب فاضل، دين، يُرْحَلُ إليه للقراءة عليه».
قال الإمام الذهبي (^٣): «كان إمامًا كاملًا ومقرئًا محققًا، ونحويًا علامةً مع بصره بمذهب الشافعي ﵁، ومعرفته بالأصول، وإتقانه للغة، وبراعته في التفسير، وكان من أفراد العالم، ومن أذكياء بني آدم، ولا أعلم أحدًا من القراء في الد نيا أكثر أصحابًا منه».