173

فتح الرحمن في بيان هجر القرآن

فتح الرحمن في بيان هجر القرآن

Издатель

دار ابن خزيمة للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Место издания

الرياض - المملكة العربية السعودية

Жанры

أحسن مردودًا منكم، كنت كلما أتيت على قوله: ﴿فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ قالوا: "ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد" (١). قال الحافظ ابن كثير ﵀: موضحًا حكمة اختيار سورة الرحمن لقراءتها على الجن (وقرأ عليهم (الجن) السورة التي فيها خطاب الفريقين (الإنس والجن) وتكليفهم ووعدهم ووعيدهم وهي سورة الرحمن) (٢). وقال أيضًا في موضع آخر في معرض حديثه عن مؤمن الجن هل يدخل الجنة أم لا؟ (الصحيح أن مؤمني الجن كمؤمني الإ نس يدخلون الجنة كما هو مذهب جماعة من السلف، لقوله تعالى: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ (٤٦ - ٤٧) سورة الرحمن. فقد امتن الله تعالى على الثقلين بأن جعل جزاء محسنهم الجنة، وقد قابلت الجن هذه الآية بالشكر القولي أبلغ من الإنس فقالوا: ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد، فلم يكن تعالى ليمتن عليهم بجزاء لا يحصل لهم، وأيضًا فإنه إذا كان يجازي كافرهم بالنار وهو مقام عدل فلأن يجازى مؤمنهم بالجنة وهو مقام فضل بطريق الأولى والأحرى) (٣).

(١) (حديث حسن) رواه الترمذي (٣٥٢٢) وحسنه الأ لباني في صحيح سنن الترمذي (٢٦٢٤)، وفي السلسلة الصحيحة (٢١٥٠) (٢) تفسير ابن كثير (٤/ ١٧٠) (٣) تفسير ابن كثير (٤/ ١٧١) بتصرف يسير جدًا.

1 / 189