161

فتح الرحمن في بيان هجر القرآن

فتح الرحمن في بيان هجر القرآن

Издатель

دار ابن خزيمة للنشر والتوزيع

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Место издания

الرياض - المملكة العربية السعودية

Жанры

والأخرى: تبقية ما لم ينسخ منه ورفع ما نسخ فكان رمضان ظرفًا لإنزاله جملةً وتفصيلًا وعرضًا وأحكامًا) (١). وقال أيضًا: (والمعارضة: مفاعلة من الجانبين كأن كلًا منهما كان تارة يقرأ والآخر يستمع) (٢). رابعًا: استماع الكفار لم يكن النبي ﷺ وصحابته وحدهم الذين يستمعون القرآن، ويتأثرون به، بل العجيب أن الكفار والمشركين - على الرغم من كفرهم وشركهم - كانوا كذلك يحبون استماع القرآن، ويصغون إليه أحيانًا؛ لما للقرآن من سيطرة على النفوس، وتأثير على القلوب. استماع زعماء قريش للقرآن روى البيهقي (٣) أن جماعة من الكفار والمشركين كانوا يتسللون في ظلام الليل ليسمعوا القرآن من رسول الله ﷺ وهو يصلي بالليل في بيته، وقد أخذ كل واحد منهم مجلسه ليستمع فيه، وكل لا يعلم بمكان صاحبه، فباتوا يستمعون القرآن، حتى إذا أصبحوا وطلع الفجر، إذا بهم يتفرقون فيجمعهم الطريق فيتساءلون أين كنتم؟ فيقولون: كنا نسمع القرآن من محمد بن عبد الله ﷺ فتلاوموا على ذلك وقال بعضهم لبعض: لا تعودوا لمثل هذا، فلو رآكم بعض سفائكم لأوقعتم في نفسه

(١) فتح الباري (٨/ ٦٢١) بتصرف. (٢) المرجع السابق (٨/ ٦٦٠). (٣) رواه البيهقي في دلائل النبوة (٢/ ٢٠٦) عن الزهري مرسلًا.

1 / 177