يسع العبد في طبعه، فهو غير مطلوب، وتكلف العبد ما لا يطيقه كمن يريد شبر البسيطة، وهذا يخالف الفطرة حسًا، ويعاكسها عقلًا، ودين الإسلام دين الفطرة ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (٣٠) سورة الروم.
٤ - واعلم أن المحدَث يتولد منه أمور محدثة، وهكذا تبدو المحدثات صغارًا، ثم تنمو، وتزداد، حتى تنقطع السبيل إلى سبل، وتغاب السنن.
وقد تولد عن فتنة التقليد:
١ - إحياء البدعة المهجورة لدى المتصوفة (التعبد بعشق الصوت) ولقد كشف أهل السنة بدعيتها.
٢ - الازدحام في المساجد التي سبيل إمامها المحاكاة والتقليد، وشد الرحال إليها وبخاصة في أيام رمضان ليصلي التراويح في مسجد إمامه (حسن الصوت) وفي هذا مخالفة لقوله ﷺ: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا " (١)
٣ - تَكَرُّه النفوس للصلاة خلف إمام لا يستحسن صوته.
٤ - انصراف مَنْ شاء الله مِنْ عباده عن الخشوع في الصلاة، وحضور القلب إلى التعلق بمتابعة الصوت الحسن لذات الصوت.
وأنصح كل مسلم قارئ لكتاب الله تعالى وبخاصة أئمة المساجد أن يكفوا عن المحاكاة والتقليد في قراءة كلام رب العالمين، فكلام الله أَجَلُّ، وأعظم من أن