ولكن ينبغي الالتفات إلى ما يلي:
3 - (أ) ان ذلك لا يعني عدم كون الولي مسؤولا عن تصرف هذا الانسان غير البالغ وتوجيهه وانزال العقاب به في حالات التأديب، فالولي من أهله يجب عليه ان يقيه النار والتعرض لسخط الله تعالى عند بلوغه، وذلك بان يهيئه قبل البلوغ للطاعة ويقربه نحو الله تعالى بالوسائل المختلفة للتأديب، من الترهيب والترغيب والتعويد والتثقيف عملا بقوله تعالى " قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس. الحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امر هم ويفعلون ما يؤمرون " التحريم (6) وإذا أدى الولي كل ما عليه ولم يفلح في حمل ولده على الهدى والصلاح فلا وزر عليه من هذه الناحية.
4 - (ب) ان اعفاء غير البالغ من المسؤولية الأخروية وما تمثله من الالزام لا يعني عدم استحسان الطاعة منه وعدم وقوع العبادة صحيحة إذا أداها بالصورة الكاملة، فيستحب منه ما يجب على البالغ وما يندب إليه البالغ من عبادات على أن لا تكون مضرة بحاله. وينبغي للصبي أن يبدأ بالتعود على الصلاة إذا أكمل سبع سنين، وعلى الصيام إذا أكمل تسع سنين ولو بان يصوم قسطا من النهار ثم يفطر إذا أجهده الصوم وغلب عليه العطش أو الجوع.
5 - (ج) ان عدم كونه ملزما ومكلفا شرعا لا يعفيه نهائيا من التبعات التي قد تنجم عن بعض تصرفاته، كتعويض الآخرين إذا تسبب إلى اتلاف أموالهم مثلا، وانما يوجب تأجيل الزامه بهذا التعويض إلى حين البلوغ على ما يأتي إن شاء الله تعالى في المواضع المناسبة من هذا الكتاب.
6 - ثانيا: العقل ونقصد به ان يكون لديه من الرشد ما يمكن ان يعي به كونه مكلفا ويحس بمسؤولية تجاه ذلك.
Страница 40