90

Фатава ас-Салях

فتاوى الصلاة

Исследователь

عبد المعطى عبد المقصود محمد

Издатель

مكتب حميدو

فان قلت :هذا الترتيب عكس الأسانيد ، فانه ليس في الصحيحين حديث عن النبي ﷺ في استفتاح الفريضة إلا هذا الدعاء « اللهم باعد بيني وبين خطاياي» . وقوله : « وجهت وجهي » في صحيح مسلم . وحديث « سبحانك اللهم » في السنن . وقد تكلم فيه ، وقد روي أن هذا كان في قيام الليل ، وكذلك قوله: « وجهت وجهي » .

قلت : كون هذا مما بلغنا من طريق أصح من هذا فهذا ليس في صفة الذكر نفسه فضيلة توجب فضله على الآخر ، لكنه طريق لعلمنا به ، والفضيلة كانت ثابتة عن النبي ﷺ ، وفي زمنه قبل أن يبلغنا الأمر.

وقد ثبت في الصحيح عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه كان يجهر بسبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ، يعلمه الناس(٥) ، فلولا أن هذا من السنن المشروعة لم يفعل هذا عمر ، ويقره المسلمون عليه .

وحديث أبي هريرة دليل على أن الاستفتاح لا يختص بسبحانك اللهم ، ووجهت وجهي وغيرهما ، بل يستفتح بكل ما روي ؛ لكن فضل بعض الأنواع على بعض ، يكون بدليل آخر ، كما قدمنا .

وأيضاً فإن قوله : « سبحانك اللهم وبحمدك » يتضمن الباقيات الصالحات التي هي أفضل الكلام بعد القرآن، كما في صحيح مسلم عن النبي ﷺ أنه قال: « أفضل الكلام بعد القرآن أربع ، وهن من القرآن : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر»(٦) .

وأيضاً ففي صحيح مسلم أن رسول الله ﷺ سئل : أي الكلام أفضل ؟ قال : « ما اصطفى الله لملائكته : سبحان الله وبحمده » فهذه الكلمة هي أول ما في الاستفتاح ، وهي أفضل الكلام .

وأيضاً فالله قد أمر بالتسبيح بحمده ، وعبر بذلك عن الصلاة . بقوله : ﴿فسبح

(٥) ذلك للتعلم .

(٦) مسلم حديث رقم ٢١٣٧ بلفظ أحب الكلام إلى الله أربع من حديث سمرة بن جندب ذكره البخاري تعليقاً باب ١٩ من كتاب الأيمان والنذور بلفظ أفضل الكلام أربع فتح الباري جـ ١١ ص ٥٧٥ .

90