Девушка из Кайруана

Журджи Зайдан d. 1331 AH
172

Девушка из Кайруана

فتاة القيروان

Жанры

فدهشت بنت الإخشيد لهذا الرأي الذي لا يقبل التعديل فقالت: «بورك فيك ... ولعلك علمت أني غضبت لهذا الشاب من تلقاء نفسي وساءني ما أتاه ذلك السجلماسي من الفظاظة في معاملته وشعرت بما علمته منك بعد ذلك من التباين في أخلاقهما فأنا ميالة إلى محاسنة الحسين وسأفعل ...»

فأطرقت لمياء لحظة ثم قالت: «وعندي رأي أظنك توافقينني عليه أعني أننا إذا صارت حالنا إلى الخطر استكتبناه كتابا إلى أبيه في الوصاية بك وبمن في دارك.»

فأظهرت امتنانها ونهضت تظهر رغبتها في الانصراف، فأحست بنت الإخشيد أنها أتعبتها في ذلك اليوم فنهضت وودعتها بقبلة وقالت: «اذهبي إلى فراشك يا عزيزتي واستريحي فقد أتعبتك في هذا اليوم.»

فودعتها وانصرفت إلى غرفتها وقد امتلأ صدرها بالفوز وأصبح همها أن تنقل ما شاهدته من فساد أحوال الدولة والجند إلى يعقوب حتى ينقله إلى معسكر جوهر بالإسكندرية فلبثت تتربص الفرص.

أما الحسين فإنه كان قد ذهب إلى فج الأخيار في شرذمة من الفرسان وتمكن من استخراج الأموال وإرسالها إلى القيروان، ثم غافله حفاظ ذلك المخبأ واستفردوه فعقروا فرسه وبعد معركة جاهد فيها جهاد الأبطال تكاثروا عليه حتى سقط فشدوا وثاقه ووضعوا الأغلال في يديه ورجليه وعنقه وبعثوا به إلى أبي حامد بمصر ولم يخبروه أنه تمكن من حمل المال قبل القبض عليه. أو لعلهم أخبروه وتجاهل. وثم وصل الحسين بأغلاله ومصر في تلك الحال فرأى أبو حامد أن يتخذه تتمة لمساعيهم فحمله إلى بنت الإخشيد كما رأيت لكنه أحس قبل خروجه من حضرتها أنه لم ينجح بتلك الحركة، ولكنه تجاهل بين يدي سالم، وأوهمه أنهما نائلان ما يريدان عن قريب وأن الجند القيرواني سيعود بالفشل. وكان يحسب التوفيق بين الأجناد أسهل مما رآه على أثر ذلك النزاع في مجلس بنت الإخشيد.

أما الحسين فشعر أنه سيق إلى ذلك القصر لحسن حظه. وفاتحة الفرج حل أغلاله فبات تلك الليلة مرتاحا وفى صباح اليوم التالي أتوه بثياب نظيفة وفرشوا له غرفة خاصة ووقفوا خادما للقيام بما يحتاج إليه من طعام وشراب كل ذلك باسم السيدة بنت الإخشيد. فلم يكن ينقصه شيء غير الخروج من ذلك القصر، فهذا كان محظورا عليه فكان يقضي أوقاته مفكرا في ما مر به ولم تبرح صورة لمياء من ذهنه. ولم يكن يعرف إلى أين ذهبت وكلما تصور معاملة سالم وأبي حامد له يغضب ويتوعد. وكان وهو في أثناء الطريق قد علم بحملة أبيه على مصر ونزوله الإسكندرية وسمع وهو في قصر بنت الإخشيد أن بعض المصريين خابروه بشأن الصلح والتسليم وود لو أنه مطلق ليشترك في المعارك. وبقدر ما كان من نقمته على أبي حامد وسالم بقدر ذلك وأكثر منه كان امتنانه من بنت الإخشيد لإكرامها إياه بلا سبب يعلمه.

وبعد أيام جاء رسول يدعوه إلى مقابلة بنت الإخشيد في قاعتها فلبس ثيابه وصعد فأدخله الحاجب إلى تلك القاعة ونادى السيدة من وراء الستر قائلا: «هذا يا سيدتي الحسين بن جوهر في حضرتك وها أني خارج وقد تركته وحده كما أمرت.»

فتقدم الحسين وألقى التحية، فردت السلام وقالت: «كيف ترى نفسك يا حسين.»

قال: «أراني مقيدا.»

قالت: «ألم تحل قيودك؟»

Неизвестная страница