219

Девушка Гассана

فتاة غسان

Жанры

وكان حماد وسلمان شاخصين يعجبان لما يبدو من الناسك وعبد الله يزداد استئناسا بطلعته ولكنه لم يدرك ما الذي يدعوه إلى ذلك.

فقال الناسك: «قل ما تقوله عن النعمان إني أرتاح إلى ذكره ولكنني أتأسف لتذكري عاقبة أمره».

فقال عبد الله: «إذا كان النعمان يهمك إلى هذا الحد فانظر إلى هذا الشاب وقل لنا هل تعرفه» (وأشار إلى حماد).

فمسح الناسك عينيه ونظر إلى حماد وجعل يتفرس فيه ولم يكد يتأمله حتى صاح بأعلى صوته: «أنه ابن النعمان لا شك فيه». وهم به وضمه وأخذ يقبله.

فخفقت قلوبهم وبكوا جميعا والناسك ضام حماد إلى صدره يقبله ويبكي.

فازداد عبد الله استغرابا للأمر وقال للناسك: «لقد أذهلتنا بما بدا منك فكيف تقول أنه ابن النعمان وقد كان النعمان أبرش أحمر وهذا أسمر أدعج».

قال: «لا عبرة في ذلك فإن ملامح النعمان قد تمثلت فيه وهو الرجل الذي رغبت عن العالم وانقطعت إلى هذه الجبال من أجله».

فبهتوا لهذا القول ولم يفهموا مغزاه فأراد عبد الله أن يستطلع حقيقة الخبر فقال: «وهل تعرف الذي يكلمك».

فنظر إلى عبد الله نظر المتأمل وقال: «العلك صديق الملك النعمان وشريكه في مصابه (شمعون الحيرى)». وكان هذا اسم عبد الله المعروف به إذ ذاك.

فانذهلوا جميعا وخصوصا عبد الله فأنه أعاد نظره إلى الناسك وازداد استئناسا به ولكنه لم يذكر كيف عرفه فقال: «أما وقد علمنا أنك شريكنا في الأمر فاخبرنا من أنت وفرج كربتنا».

Неизвестная страница