181

Девушка Гассана

فتاة غسان

Жанры

قال: «إن جبلة أرفع مقاما وأعز جانبا ولكن بعض القادمين علينا من البلقاء أنبأنا بوفاة الحارث».

فبغت سلمان وانتبه حماد من هواجسه فقال سلمان: «وهل تحققتم وفاته».

قال: «نعم وقد نقله إلينا بعض الذين أرسلناهم لتجسس أحوال الروم بعد واقعة مؤتة».

فالتفت سلمان إلى حماد فرآه يبتسم ولكن البغتة ما زالت ظاهرة على وجهه يتخللها بعض الانقباض فأشار إليه بملامح وجهه إشارة فهم حماد منها أنه يهنئه بانكسار شوكة ثعلبة لكنه تحول حالا إلى حسان وقال له: «وما ظنك بمن يرث الإمارة بعده».

قال: «لا أظن أحدا من أهله أهلا لهذه الإمارة والغالب أن تجتمع كلمة قبائل غسان تحت لواء جبلة بن الايهم».

فانشرح صدر حماد ولكن أمر القرطين ما زال حاجزا بينه وبين كل سرور.

وساروا حتى أتوا المدينة فوصلوها صباحا فوجدوا أهلها في فرح وعز لما أوتوه من النصر بفتح مكة المشرفة ورأوا الناس عكوفا على الصلاة وما زالوا سائرين حتى أناخوا جمالهم أمام منزل حسان فهم الخدم بحمل الأمتعة إلى المنزل وأخذوا الجمال إلى العلف ونزل سلمان وحماد وقد أعجبوا بما آنسوه من عكوف المسلمين على الصلاة وما رأوا من خشوعهم وتدينهم فضلا عما شاهدوه من بسالتهم في فتحهم مكة.

أما حسان فلم يكد يصل منزله حتى طلب الراحة من وعثاء السفر لشيخوخته وعجزه ودعا ضيفيه إليه فجلسا متأدبين فقال لهما: «تذكرت أمرا أظنه يهمكما كثيرا وقد فاتني ذكره لكما قبل الآن».

قال سلمان: «وماذا عسى أن يكون ذلك».

قال: «ذكرت لكم واقعة مؤتة وأظنكم لم تفهموا ما هي».

Неизвестная страница