قال: «رأيته مارا بموكبه يوم وصوله ثم تراكمت علينا الأشغال لتقاطر أهل القرى والبلاد إلى بيت المقدس لمشاهدته.»
فقال: «وهل يرد عليكم كثير من العرب أم كل زائريكم من الروم والسريان واليهود من أهل هذه البلاد.»
قال: «قلما يرد علينا قوافل من العرب أما في هذا العام فقد جاءنا كثير منهم.»
فقال: «وما سبب ذلك.»
قال: «لان قيصر بعث إلى أمير من أمراء الحجاز يقال له أبو سفيان فجاء برجاله وحاشيته وقافلته فنزلوا جميعا في هذا الخان ومكثوا مدة بيننا فانتفعت المدينة بقدومهم لما يبتاعونه من الطعام لهم والعلف لخيولهم ويظهر أنهم من أهل الرخاء خلافا لما تعودناه من فقر أهل الحجاز وقلة أموالهم كما هو مشهور من جدب أرضهم.»
فقال سلمان : «كثيرا ما سمعت بأبي سفيان هذا وعهدي به من أعظم أمراء مكة وانه كثيرا ما يقدم برجاله إلى الشام وضواحيها للاتجار.»
فقال: «ولكنه قلما يأتي بيت المقدس أما في هذا العام فقد جاء بأمر من الإمبراطور.»
قال: «وما الذي دعا الإمبراطور إلى استقدمه ومن يكون أبو سفيان حتى يهتم إمبراطور الروم باستدعائه.»
فأحكى له حكاية الكتاب الذي ورد على هرقل وما كان من أمره حتى انتهى إلى سفره من بيت المقدس.
فأراد سلمان أن يستطلع خبر سيده فقال: «أظن العرب الذين يأتونكم كلهم أو أكثرهم من الحجاز ويندر أن يأتيكم أحد من أهل العراق.»
Неизвестная страница