Глава в истории Аравийского восстания
فصل في تاريخ الثورة العرابية
Жанры
استعان الإنجليز والخديو في هذا الميدان بالرشوة، فاشتروا ذمم بعض رؤساء البدو، وبعض الضباط المصريين مع عظيم الأسف. وكان من أعوان الإنجليز وتوفيق في الاستعانة بالرشوة إنجليزيان هما پالمر وچل، ومصري هو سلطان باشا. أما پالمر فكانت منطقة عمله شرقي القناة، وكان من قبل أستاذ اللغات الشرقية في جامعة كمبردچ، وكان له إلمام بهذه المنطقة؛ لأنه كان عضوا في جمعية كشف فلسطين، وقد اتصل بالبدو من قبيلتي الطياحة والطرابين قبل مجيء الحملة إلى السويس، وقد أقبلوا عليه إذ كان يسمعهم الشعر العربي، وقد شهد احتلال السويس، ثم خرج ثانية إلى الصحراء ليستعين بالبدو على التجسس، ولكنه لم يلبث أن قتل طمعا فيما كان معه من المال.
وأما چل فكان نشاطه غربي القناة وقد اتصل باثنين من أكبر مشايخ البدو وهما سعود الطحاوي في الصالحية، ومحمد البقلي في وادي الطميلات، وسوف يكون لتجسس الطحاوي أثر كبير في هزيمة المصريين كما سنرى.
وأما سلطان فقد كان يرافق الجيش الإنجليزي نائبا عن توفيق، فقد أصدر الخديو أمره بتعيينه نائبا عنه؛ لمرافقة الجنرال ولسلي في زحفه على العاصمة.
قال الشيخ محمد عبده في مذكراته: «مركز الدسائس والمخابرات كان في الإسكندرية، اجتمع فيه كثير من الإنجليز من موظفي الحكومة المصرية ومن المقيمين بمصر، وكان روح الجميع سلطان باشا ... أخذ في توزيع النقود باسم الخديو، واختار لبث الأفكار الحاوي الطحاوي أحد ثقاة عرابي».
أما من اشتراهم سلطان بالمال، فمن أشهرهم غير سعيد الطحاوي علي يوسف الشهير بخنفس، قائد قلب الجيش المصري، وعبد الرحمن حسن قائد فرقة الاستطلاع السواري، وراغب ناشد قائمقام في المقدمة، ولسوف يكافأ سلطان الذي كان من قبل أحد زعماء الوطنيين، بعد انتهاء الحرب، بلقب السير من الإنجليز وبعشرة آلاف جنيه من الخديو».
في 20 أغسطس اقتحمت السفن الإنجليزية قناة السويس، وهم الجيش المصري بتعطيل الملاحة في القناة، ولكن قوارب الإنجليز كانت تصلي العمال نيران مدافعها فيولون مبتعدين. ولم يتسن للمصريين إلا سد الترعة العذبة، فمنعوا الماء عن السويس والإسماعيلية.
وبلغ ولسلي الإسماعيلية في 21 أغسطس. وبدأ يعد العدة للزحف على الصحراء وفي نفس اليوم وصلت القوات الهندية إلى السويس؛ وفي الثالث والعشرين من أغسطس التحم الإنجليز والمصريون في نفيشة، وبعد قتال شديد ارتد المصريون عن نفيشة، وكانت تبعد نحو ثلاثة مئة كيلو مترات عن الإسماعيلية فاحتلها الإنجليز، وفي اليوم التالي استولى الإنجليز على موضع سد الترعة وكان يسمى المجفر.
ودارت معركة عنيفة بين الجيشين في المسخوطة بعد يومين، وقد أبلى الفريق راشد باشا حسني قائد المعركة بلاء حسنا، ولكن تكاثر الإنجليز اضطره إلى الانسحاب، وقد منى الدفاع الوطني بخسارة كبرى في هذه الموقعة إذ أسر محمود باشا فهمي رئيس أركان حرب الجيش. وفي نفس اليوم استولى الإنجليز على المحسمة، وكانت خسائر المصريين فيها سبعة مدافع وكمية كبيرة من البنادق وقطارا محملا بالذخيرة.
ودخل الإنجليز القصاصين، بعد مناوشة صغيرة، فأصبحوا على خمسة عشرة كيلو مترا من التل الكبير . وحضر عرابي إلى الميدان الشرقي فاتخذ المصريون خطة الهجوم.
وفي الثامن والعشرين من أغسطس تهيأ الجيش المصري للهجوم بقيادة راشد باشا حسني، بعد أن وضعت خطة محكمة، وكان عدد المصريين ثلاثة عشر ألفا من الجنود النظامية.
Неизвестная страница