لطف الله إلى اللحم شديدا، فمنذ خمسين يوما لم يذقه.
وقف الحكيم سحرة قبالة مريضه مظهرا الحيرة والارتباك والأسف، وأخيرا قال: يا أم يوسف، ما تركنا واسطة إلا عملناها وكلها ما نفعت، عجزنا يا أختي مرين عن تعريق زوجك، والعرق ضروري في مثل حالة قرياقوس. الحرارة هابطة جدا يا مرين. شطبناه، وعلقنا له العلق واللزقات من جميع الأنواع: بزر كتان، بزر خردل، نخالة ... ما بقي قدامنا إلا واسطة واحدة. أمس قبل النوم راجعت الكتب كلها، ما غمضت لي عين. وحق مار شربل يا بنت عمي، إن كنت نصرانية تصدقي، والله ثم والله، ما نمت أبدا. اسألي أختك دورتيا.
وحنت دورتيا رأسها مصدقة، وهمت أن تتكلم، فقال لطف الله: لا بد من لف زوجك بجلد غنم سخن مدة ثمان وأربعين ساعة.
فقالت مريم: يوسف، البس ثيابك.
فصاح الحكيم، وقد أدرك ما تريد: قلت لك جلد غنم سخن.
فقال يوسف، الكامل الرجولة، التام المروءة: اذبحوا الغنمة.
فصرخ لطف الله: عشت يا نخي.
51
لم تعجب المرأة هذه النخوة الحمارية ... ولكن أخيرا قضي الأمر، ولف قرياقوس بجلد حمامة، وارتمى لطف الله بشحم ولحم كهداب الدمقس المفتل
52 ... وكانت السكرة الكبرى ليلة عيد الفصح،
Неизвестная страница