وهم الراهب بالاستيلاء على «المبادرة»، فإذا بأم يوسف تدخل حاملة جرتها، فقال قرياقوس متابعا حديثه الأول: لا بنتك ولا أختك ولا كنتك، حرمتك وحدها. البيت بلا مرة مثل جرة نحل بلا ملكة، لا عسل ولا شمع ولا بطيخ أصفر.
وقطع الحديث سلام أم يوسف على المحترم، فقال قرياقوس: يه، يه، يه. كيف نسينا؟ لا تؤاخذني يا معلمي، غرقنا في الحديث. تفضل اعمل سيكارة، تتنات عال. يا أم يوسف، هاتي قدح نبيذ، هاتي صحن تين مطبع وزبيب، هاتي الموجود.
فقال الراهب: اليوم صيام يا قرياقوس. - عمرك طويل، أنا ناس، أقول لك الحقيقة ما صمت أبدا في حياتي، أبصر الأكل في نومي. وإذا تأخر علي ربع ساعة أخور
25
وأقع. أحبك يا رب قوتي.
وتذكر الراهب قول بعضهم له إن قرياقوس لا يصلي ولا يصوم ولا «يقطع»
26
ولا يسمع القداس؛ فانتهز الفرصة وقال: والصلاة يا قرياقوس؟ - وكثرة الصلاة ضد عقلي، تصور أنك تقول لإنسان مائة صباح الخير في اليوم، وتطلب منه كل ساعة غداك وفطورك وعشاك، هذا ثقل دم؛ أعتقد أنه يضيق خلقه مهما كان طويل البال ... - أنت غلطان يا ابني، الإنجيل الطاهر يقول: «صلوا ولا تملوا. وما تطلبوه بالصلاة تنالوه.» الله أصدق مني ومنك. ما قولك في ولد لا يصبح والده ولا يمسيه! هذه حالة من لا يصلي. صل يا ابني صل ... - أنا ما قلت لا أصلي أبدا.
ورفع الراهب بصره، فرأى صورة معلقة في الحائط فسأل: صورة من هذه؟
فضحك قرياقوس، وقال: صورة الزناتي خليفة! هذه صورة مار جرجس. هذا قديس عظيم. بطل صنديد، ولو ما كان أعظم قديس الإنكليز ما صوروه على ليرتهم. الخضر راعي الحصان ... فليحيى. خلصني من ألف تهلكة.
Неизвестная страница