27
فقال والدي: فإذن المدة طويلة عندنا، نتأمل أن تشرفنا كلما قدرت.
فأجاب فارس: لا غنى عن الفضل، إذا تيسرنا لا نبقى دقيقة. البقاء حسب الدفع، الأوامر تحرق العشب، لا يمكننا ترك الضيعة وعند أحد قرش واحد، أنت دفعت؟
لم تعجب هذه الكلمة والدي، وسمعت أمي تقول: أما وقاحة! ملحهم على ركابهم.
لكن الوالد قال: هذا سؤال يا آغا؟ طبعا دفعت، أنا أؤخر قرش الحكومي!
فقال الآغا: وجارك طنوس؟ أتقول إنه يدفع على الهينة، أم كالعادة لا بد له من القتلة؟ تحصيل مال الميرة متعب، ولكن فيه لذة.
فقال والدي: تلتذ بالضرب يا آغا؟
فقال الآغا: إذا لم نضرب لا نحصل، وأنا ابن «حكومي»، وحسب الأوامر أمشي.
وتبسط الآغا في تفصيل أوصاف وظيفة العسكري. وفيما هو يعج كالبحر، حضر نفر من الجند، فشققت عيني لأرى وجه القادم، فإذا بهم يقفون الوقفة المعلومة للتحية؛ فانتفضت وصرخت صرخة مفزعة حين سمعت طقطقة نعالهم، فركضت إلي أمي ولأسنانها صريف ناقة النابغة، وما كان أشد فرحها حين انصرف الآغا وجنوده لينتشروا في القرية الآمنة.
خرجوا من الباب فخار أحدهم كالثور: يا هو، يا أهل الضيعة، اليوم تسديد الميرة، الأونباشي حضر، لاقونا إلى بيت الشيخ. ••• - مارون! مارون! قم، راح العسكري.
Неизвестная страница