كما يقولون عندنا، فوسع صدره.
كانت في الخوري يوسف غفلة،
10
وهو من الذين يضحك عليهم ولا يشعرون، وقد عرف البطرك إلياس تلك الخلة فيه. وكانت ساعة رضا، فقعد غبطته للخوري مسرح يسمع حديثه. وكان البطرك من محبي النكتة ومجيديها، وهو يريدها إذا كانت لا تمس الوقار البطريركي إلا قليلا جدا. ففتح غبطته باب الحديث على مصراعيه، وقال للخوري يوسف وسأله بتهكم ناعم: كيف حال سيدتك اليوم يا خوري يوسف، إن شاء الله تكون راضية، وتعمل عجائب بالجملة ...
فابتسم الحاضرون، وقال الخوري يوسف: يظهر يا سيدنا أنها صارت تأخذ ثأرها بيدها، ولم تبق لنا حاجة إلى الحكومة.
فقال البطرك: عال عال. إذن أراحتك من النط
11
على شط البحر وارتاحت سعده، وخلصت من لسانات الناس.
وأراد الخوري يوسف أن يستلم حديث الحمراء الأصيلة ونياشينها، فقال له البطرك: هات أخبار سيدتك أولا. ماذا عملت عجائب طازة؟
فقال الخوري بلا مقدمة: هجم علي ساسين روحانا، وأمسك بلحيتي عندما قلت له: رد عنزاتك عن توت السيدة يا ملعون. وأخذ يسب دين ذقني، ثم راح يقص قضبان التوت ويرميها على الأرض للعنزة، فافتكرت أن أشتكيه للباشا. وعشيت الحمرا على نية السفر إلى بعبدا، ولكن ما صبح إلا فتح. جاء الخبر أن عنزة ساسين تشركلت
Неизвестная страница