297

Уникальная книга об арабском грамматическом анализе Корана

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

Редактор

محمد نظام الدين الفتيح

Издатель

دار الزمان للنشر والتوزيع

Издание

الأولى

Год публикации

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Место издания

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Жанры

فلا، أي: قلوبُهم في القسوة مستقرةٌ كالحِجارة، أو مثل الحجارة.
﴿أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ منها، و﴿أَوْ﴾ هنا كالتي في قوله: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ﴾ (١)، و﴿أَشَدُّ﴾ معطوف على الكاف إما على تقدير: أو كأشد قسوة، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، تعضده قراءة من قرأ: (أو أشدَّ قَسوة) بفتح الدال على أنه مجرور عطفًا على الحجارة، وهو الأعمش (٢) وإما على تقدير: أو هي في أنفُسِها أشدُّ قسوةً. و﴿قَسْوَةً﴾: نصب على التمييز.
الزمخشري: فإن قلت: لِمَ قيل: ﴿أَشَدُّ قَسْوَةً﴾، وفِعْل القسوة مما يخرج منه أفعل التفضيل، وفعل التعجب؟ قلت: لكونه أَبْيَنَ وأَدَلَّ على فرط القسوة، ووجهٌ آخرُ، وهو ألَّا يُقْصدَ معنى الأقسَى، ولكن قُصِد وَصْفُ القَسوة بالشدة، كأنه قيل: اشتدت قسوة الحجارة، وقلوبهم أشد قسوة.
فإن قلت: لم تُرِكَ ضميرُ المفضل عليه؟ قلت: لعدم الإلباس، كقولك زيد كريم وعمروٌ أكرم (٣).
﴿وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ﴾: بيان لفضل قلوبهم على الحجارة في شدة القسوة، وتقرير لقوله: ﴿أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾.
﴿لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ﴾: (لَمَا) اللام للتوكيد، و(ما) موصولة، وما

(١) من الآية (١٩) المتقدمة، حيث ذكر لـ (أو) عدة معان. قال ابن عطية ١/ ٢٦٤: والعرف في (أو) أنها للشك، وذلك لا يصح في هذه الآية، واختلف في معنى (أو) ... وانظر الدر المصون ١/ ٤٣٦ فقد تابع السمينُ المؤلفَ في إعرابها.
(٢) هو أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش الكوفي الإمام العلم، رأى أنسًا ﵁، وروى عن عبد اللَّه بن أبي أوفى ﵁ كما روى عن كثير من التابعين، أقرأ الناسَ ونشر العلم دهرًا طويلًا، وقرأ عليه الإمام حمزة الزيات وغيره. توفي سنة ثمان وأربعين ومائة.
وانظر قراءة الأعمش في الكشاف ١/ ٧٧، والبحر ١/ ٢٦٣.
(٣) الكشاف ١/ ٧٧.

1 / 297