Бабочка и танк и другие истории: Избранные рассказы из полного собрания рассказов Эрнеста
الفراشة والدبابة وقصص أخرى: مختارات قصصية من الأعمال القصصية الكاملة لإرنست
Жанры
وخاض همنجواي في طريقه إلى ميدان القتل أهوالا عجيبة وكاد أن يقتل عديدا من المرات. وكان يعود أحيانا إلى الولايات المتحدة لجمع مزيد من الأموال لمساعدة الجمهوريين، ثم يطير ثانية إلى ميدان القتال. وفي إحدى المرات التي عاد فيها إلى الولايات المتحدة نشر مسرحية كان يعمل فيها في مدريد وهي «الطابور الخامس»
13
وكانت هذه المسرحية الوحيدة التي كتبها همنجواي هي العمل الوحيد الذي أجمع كل النقاد على فشله التام.
وحرص همنجواي على أن يكون في وسط المعارك التي تدور بين الملكيين والجمهوريين، وكم من مرة تحطم زجاج نافذة الغرفة التي يقيم فيها في فندق فلوريدا بمدريد؛ نتيجة قنبلة تقع على مقربة منه، ولكنه كان يتحمل كل ذلك ويختزن في ذهنه تجارب الأهوال التي يراها والتي اقترنت بهذه الحرب البشعة التي مات في العام الأول لها ما يزيد على نصف مليون إسباني. وتعرف في مدريد على مراسلة صحفية شقراء صغيرة السن تدعى «مارتا جلهورن»، كانت قد برزت في عملها ونجحت فيه نجاحا ملحوظا، وتوثقت عرى المودة بينهما في هذه الفترة، بحيث لم يكونا يكادان يفترقان.
ولما انتهت الحرب الأهلية الإسبانية باندحار الجمهوريين ودخول فرانكو مدريد في مارس 1939م، عاد همنجواي إلى بلاده، واستقر في منطقة جديدة اكتشف فيها أحسن مناطق الانزلاق على الجليد، وهي منطقة «صان فالي». وهناك كتب 24 فصلا من فصول رواية جديدة أعدها عن الحرب الأهلية الإسبانية. وكانت رواية «لمن تدق الأجراس»
For whom the Bell Tolls
أحسن وأشهر رواية كتبها همنجواي باعتراف النقاد. وقد قال عنها مؤلفها: «إنني لم أضع فيها الحرب الأهلية فحسب، بل وضعت فيها كل شيء تعلمته عن إسبانيا طوال ثمانية عشر عاما.» وأهدى همنجواي الرواية التي ظهرت في أكتوبر 1940م إلى مارتا جلهورن، وكان قد اتفق معها على الزواج بعد أن وافقت بولين على الطلاق بشرط أن تحتفظ بولديها منه وبمنزلهما في «كي وست». ولما وافق همنجواي على هذه الشروط، قام بشراء ضيعة له في كوبا بقرية تدعى «سان فرانسيسكو دي بولا»، وسمى الضيعة «فينكا فيخيا»، أي «الضيعة الخارجية»، وتتكون من منزلين وبرج للمراقبة تحيط بهم حديقة واسعة بها حوض سباحة وملعب للتنس. وقد جعل من كوبا مقرا لقاربه البيلار.
وبعد طلاق همنجواي من بولين بسبعة عشر يوما، تزوج مارتا، وكان في الثانية والأربعين من عمره، بينما كانت مارتا في الثامنة والعشرين. وطارا بعد الزواج إلى الشرق الأقصى ليغطيا أنباء الحرب اليابانية الصينية لصالح صحيفتين مختلفتين. وكانت رحلة شاقة إلى مناطق القتال. وقضيا أربعة شهور في الصين، لمس همنجواي فيها مدى الصدع الذي حدث بين شيانج كاي شيك وبين الشيوعيين الصينيين وحذر من نتائجه المرتقبة على مستقبل الصين. وبعد شهر العسل هذا، الذي استطال إلى أربعة شهور وسط جبهة القتال ، عاد العروسان إلى ضيعة الزوج في كوبا، حيث اعتزم همنجواي العزوف عن خوض غمار الحروب بعد ذلك ، رغم أن بلاده كانت قد دخلتها رسميا آنذاك بعد واقعة بيرول هاربور المشهورة.
وكان هذا هو الوقت الذي بدأ همنجواي فيه يطلق لحيته التي اشتهر بها، وكان يزعم أنه اضطر إلى ذلك من جراء مرض جلدي أصاب وجهه وجعل من حلاقة ذقنه أمرا عسيرا.
وبدأت زوجته الجديدة تشعر بالملل، ووجدت أن مثل هذا الزواج لن يتفق مع طموحها الواسع في التقدم في عملها الصحفي، فكان أن طارت بمفردها إلى أوروبا لتغطي أنباء الحرب العالمية لصالح مجلة كوليير. وبعد سفرها بستة أشهر طار همنجواي إلى خطوط القتال في أوروبا ليوافي مجلة كوليير هو الآخر بالتحقيقات الصحفية عن الحرب، ولكنه لم يكن مع زوجته، بل قضى معظم وقته مع مراسلة صحفية تدعى «ماري ولش». وقد اشترك همنجواي في القتال فعلا على الجبهة الفرنسية حين كان الحلفاء يعدون العدة للغزو النورماندي، وكون فرقة من الفدائيين ترأسهم وكانوا ينادونه بلقب «بابا همنجواي»، وقد شاعت هذه التسمية بعد ذلك بين أصدقائه ومحبيه. وكانت هذه الفرقة هي أول جنود من صف الحلفاء تدخل باريس، وكان أول شيء فعله همنجواي بعد دخوله العاصمة الفرنسية أن حرر فندقه الأثير «الريتز»، وعب من خموره المعتقة. وقد حوكم همنجواي أمام محكمة عسكرية بعد ذلك لتخطيه حدود قوانين المراسلين الصحفيين باشتراكه الفعلي في القتال، ولكن لم يتقدم أحد للشهادة على تلك الجريمة، فسقطت عنه، كما منح ميدالية برونزية تقديرا لشجاعته.
Неизвестная страница