Бабочка и танк и другие истории: Избранные рассказы из полного собрания рассказов Эрнеста
الفراشة والدبابة وقصص أخرى: مختارات قصصية من الأعمال القصصية الكاملة لإرنست
Жанры
ربما سيعثر الفيل على مكان مولده وهما سيقتلانه هناك. كان هذا ما ينقص كي يجعلا الأمر كاملا! كانا يفضلان أن يقتلاه في المكان الذي قتلا فيه صديقه. كان ذلك ليملؤهما نشوة. كان ذلك ليفعمهما سرورا. قاتلا الصديق الملعونان.
كانا قد تحركا الآن نحو الحافة ذات الستار الكثيف، وكان الفيل قريبا. كان بوسع ديفيد أن يشمه، وكلهم يمكنهم سماعه يسقط فروع الأشجار، وصوتها وهي تتكسر. ووضع الوالد يده على كتف ديفيد كي يوقفه في المؤخرة ويجعله ينتظر في الخارج، ثم تناول حفنة كبيرة من الرماد من الكيس الذي في جيبه ونثرها في الهواء. وانحرف الرماد قليلا في اتجاههما حين سقط، وأشار والده برأسه إلى جمعة، وانحنى كيما يتبعه داخل الساتر الكثيف. وتطلع ديفيد إلى ظهريهما ومؤخرتيهما تدخل وتغيب عن الأنظار.
كان ديفيد واقفا لا يتحرك، واستمع إلى الفيل وهو يأكل. كان بوسعه أن يشمه بقوة تماثل القوة التي شمه بها ليلة ضوء القمر، حين كان قريبا منه ورأى نابيه الرائعين. ثم ساد الصمت وهو واقف هناك ولم يعد بوسعه أن يشم الفيل. ثم سمع عويلا وأصوات حطام وطلقة من البندقية عيار 303، ثم طلقة والده الثنائية الثقيلة عيار 450، ثم تواصل التحطيم والتهشيم متباعدا بطريقة تدريجية، وذهب هو إلى حيث كانا، ووجد جمعة مرتاعا ينزف من جبهته والدم يغطي وجهه، ووالده غاضب شاحب اللون.
قال والده: «لقد أصبناه في الرئة والمعدة.» وأضاف: «ستجده راقدا أو ساكنا، أرجو ذلك.»
ووجده ساكنا، يعاني في يأس لدرجة لا يتمكن معها من الحركة. كان قد اصطدم بالساتر الكثيف الذي كان يأكل فيه، وعبر طريقا في الغابة المفتوحة، وجرى ديفيد ووالده على طول الطريق الملطخ بالدماء الغزيرة. كان الفيل قد توجه إلى الغابة الكثيفة ورآه ديفيد أمامهما يقف رماديا هائلا مستندا إلى جذع إحدى الأشجار. ولم يكن بوسع ديفيد أن يرى سوى ذيله، وبعدها تقدم والده وتبعه ديفيد ووصلا إلى جوار الفيل الذي بدا كأنه سفينة، ورأى ديفيد الدماء تسيل من جنباته وتخر إلى أسفل، ثم رفع والده البندقية وأطلق النار، وأدار الفيل رأسه، وناباه الهائلان يتحركان بثقل وبطء ونظر إليهما. وحين أطلق والده الشحنة الثانية بدا الفيل كأنه يترنح كالشجرة الساقطة وهوى على الأرض تجاههما. ولكنه لم يكن ميتا. كان قد استكن وها هو الآن يرقد على الأرض مكسور الكتف. لم يتحرك، ولكن عينه كانت حية ونظر إلى ديفيد. كانت رموشه طويلة جدا، وكانت عينه أكثر شيء حي رآه ديفيد في حياته.
قال والده: أطلق عليه النار في ثقب أذنه من بندقية 303، هيا.
قال ديفيد: افعل أنت ذلك.
وجاء جمعة يعرج تغطيه الدماء، وجلد جبهته ساقط على عينه اليسرى، وعظمة أنفه مكشوفة، وإحدى أذنيه ممزقة ، وتناول البندقية من ديفيد دون أن يتكلم ودفع فوهتها داخل ثقب الأذن تقريبا وأطلق النار مرتين وهو يهز المتراس ويدفع به إلى الداخل في غضب. وانفتحت عين الفيل على اتساعها عند الطلقة الأولى، ثم بدأت تلمع كالزجاج، وانبثق الدم من الأذن وانسال في خطين ظاهرين على الجلد الرمادي المتغضن. كان لون الدم مختلفا، وجال بخاطر ديفيد: يجب أن أتذكر هذا. وتذكره دوما ولكن لم يجد ذلك نفعا له قط. والآن، كانت كل هيبة الفيل وجلاله وكل جماله قد ذهبت عنه وأصبح مجرد كومة مغضنة ضخمة.
قال والده: حسنا. لقد أوقعنا به يا ديفي، بفضلك. والآن يجب أن أوقد بعض النيران حتى أتمكن من تضميد جراح جمعة. هيا، تعال هنا يا «همبتي دمبتي»
3
Неизвестная страница