Фарах Антун: его жизнь, его литература, отрывки из его произведений
فرح أنطون: حياته – أدبه – مقتطفات من آثاره
Жанры
اعتقاد باكون بالله وبالنفس
هذا ما رأينا إثباته عن أكبر فلاسفة الإنكليز فرنسيس باكون، ومنه يرى القارئ أنه لم يكتشف أمرا جديدا عظيما، ولكنه هدم عالما قديما. وسبب شهرته الواسعة أنه قادم في زمن كانت فلاسفته مستعدة لخلع نير أرسطو، وكان أعلاهم صوتا وأقدرهم على ترجمة ما في نفوسهم، فنجح النجاح الذي مر ذكره.
بقي علينا أن نذكر معتقد هذا الفيلسوف فنقول إنه كان يؤمن بالخالق - سبحانه - وله في ذلك كلمته المشهورة: «القليل من العلم يبعد الإنسان عن الله، والكثير منه يقربه إليه.»
يعني بذلك أن من درس نواميس الطبيعة ونظام الكائنات درسا صحيحا لا يسعه إلا أن يعجب بذلك الترتيب البديع، الكائن في كل شيء، حتى في ذرات الرمل ونقط الماء وأوراق النبات، وحينئذ يسلم بالطبع من غير بحث ولا سؤال بوجود صانع حكيم، ويقول مع فنلون وفولتير عن تشبيه الأرض ونظام كائناتها بساعة وجدت دائرة في رمل الصحراء: «هل يمكن وجود هذه الساعة من غير ساعاتي؟»
وكان باكون يعتقد بوجود النفس أيضا، ويقول إن من قواها علم الغيب؛ أي معرفة الحوادث قبل حدوثها، والتأثير في نفس أخرى إذا تسلطت عليها، كما يحدث في التنويم المغنطيسي.
هذا ما نقوله عن باكون، فلننتقل الآن إلى شكسبير: (2) وليم شكسبير
تمهيد في فن الروايات
اشتقت الروايات من أصل ديني؛ أي إنها وضعت حين نشأتها لغرض ديني، فإن الفرس والآشوريين واليونان كانوا يمثلون بها قصص آلهتهم، ولكن لما قامت النهضة اليونانية في الأدب والفلسفة والشعر، خرجت الروايات من الحيز الديني إلى الحيز الاجتماعي، فنبغ في هذا الفن كثيرون من اليونان أخصهم: أشيل، الذي يلقبونه: أبا التراجيدية اليونانية، وقد أخذ عنه موليير وراسين وكورنيل وغيرهم من الروائيين. وقد ارتقى هذا الفن عند الرومانيين أيضا، ومن مؤلفيهم: بلوت، وترانس؛ الشاعران الهزليان الشهيران.
أما النهضة الأوروبية في هذا الفن فهي حديثة العهد، وقد كان شأنها في ذلك شأن النهضة الروائية اليونانية والرومانية؛ أي إنها كانت في بدء أمرها عبارة عن تمثيل ديني، وذلك أن رجال الدين المسيحي كانوا يمثلون الأعياد المسيحية التي يعدونها اليوم تمثيلا. وكان هذا التمثيل على نوعين: نوع محزن، ونوع مضحك. ومن النوع المحزن تمثيل رواية صلب السيد المسيح في جمعة الآلام، بما فيه من المحاكمة أمام بيلاطس، وصعود السيد إلى الجلجلة، ووقوف النساء يبكين لصلبه. ومن النوع المضحك تمثيل العادات والتقاليد الدينية؛ كحادثة اليهودي التائه، وحادثة برباس، ونطق أتان بلعام. ومما يستغرب ذكره أنهم كانوا إذا راموا تمثيل حادثة الأتان جاءوا بحمارة حقيقية إلى مكان الاحتفال؛ أي المعبد، وجعلوا يعالجونها لتصرخ، وكانوا ينشدونها قصيدة، منها:
غني يا جلالة الحمارة
Неизвестная страница