وماتيس
Matisse
يلقبان «بعد انطباعيين»، بل سيسميان بالتأكيد فنانين عظيمين، تماما كما كان يسمى جوتو
Giotto
وماساتشو
Massaccio
فنانين عظيمين، سيسمى سيزان وماتيس زعيمي حركة، ولكن هل يقدر لتلك الحركة أن تكون أكثر من حركة؟ هل يقدر لها أن تكون شيئا في سعة المنحدر الواقع بين سيزان وأساتذة سان فيتالي
S. Vitale ؟ تلك مسألة أقل يقينا بكثير مما يهم المتحمسين أن يفترضوا.
تتهم «ما بعد الانطباعية» بأنها عقيدة سلبية وتحطيمية، وليس في الفن عقيدة صحية يمكن أن تكون أي شيء آخر، إنك لا يمكن أن تهب الناس العبقرية، كل ما يمكنك أن تهبهم هو الحرية - التحرر من الخرافة ، وليس بإمكان «ما بعد الانطباعية» أن تصنع فنانين عظاما أكثر مما يمكن للقوانين الصالحة أن تصنع بشرا صالحين. ومما لا شك فيه أنه مع تزايد شعبيتها فإن حشودا متزايدة سنويا من المغفلين سوف يستخدمون ما يسمى «التكنيك بعد الانطباعي» لكي يعرضوا نماذج بلا دلالة ويرددوا حكايات حمقاء. إن لوحاتهم سوف تلقب «بعد انطباعية»، ولكن ليس بغير ظلم عظيم سوف تمنع من دخول برلنجتون هاوس. ليست «ما بعد الانطباعية» علاجا نوعيا للحماقة والعجز البشريين، فكل ما يمكن أن تقدمه إلى الرسامين هو أن تطرح أمامهم دعاوي الفن، يمكنها أن تقول للعبقري وللتلميذ الموهوب: «لا تهدر وقتك وطاقتك في أشياء لا تهم، ركز على ما يهم؛ ركز على خلق الشكل الدال.» بذلك فقط يمكن لأي منهما أن يؤتي خير ما فيه، لقد كان كلاهما في السابق مضطرا إلى أن يعقد تسوية بين الفن وبين ما علم الجمهور أن يترقبه؛ ولذلك فإن عمل الأول (أي العبقري) قد تشوه بفحش، أما عمل الثاني (أي التلميذ الموهوب) فقد دمر. لقد أوعز التقليد إلى الرسام أن يكون مصورا فوتوغرافيا وبهلوانا وأركيولوجيا (عالم آثار) وأديبا، بينما تدعوه «ما بعد الانطباعية» إلى أن يكون فنانا. (3) الفرضية الميتافيزيقية
The Metaphysical Hypothesis
Неизвестная страница