Исламское искусство в Египте: от арабского завоевания до конца тулунидского периода
الفن الإسلامي في مصر: من الفتح العربي إلى نهاية العصر الطولوني
Жанры
ويزعمون أن السبب الذي حدا بالأمير إلى عمل هذا الحوض أنه كان مصابا بالأرق، فأشاروا عليه بالتكبيس، ولكنه أنف من ذلك قائلا: لا أستسيغ أن يضع أحد يديه على بدني، فأمره الطبيب بأن يتخذ هذه البركة، وطولها خمسون ذراعا في مثلها عرضا، وملأها من الزئبق، وجعل في أركانها سككا من فضة في زنانير من حرير في حلق من فضة، وعمل فرشا من أدم يحشى بالريح حتى ينتفخ، فيحكم حينئذ شده ، ويلقى على تلك البركة الزئبق، ويشد بالزنانير الحرير التي في حلق الفضة، وينزل خمارويه فينام على هذا الفراش، فلا يزال الفراش يرتج ويتحرك بحركة الزئبق ما دام عليه، وكان يرى لهذه البركة في الليل المقمرة منظر عجيب؛ إذا تآلف نور القمر بنور الزئبق.
ولسنا نعرف تماما المصدر الذي أتى منه خمارويه بالزئبق لبركته هذه، ولكن أكبر الظن أنه أتى به من بلاد فارس التي أمدته أيضا بكثير من أنواع الشجر.
13
ومع أننا لا نشك في أن المقريزي قد بالغ في الوصف الذي نقله إلينا كل المبالغة، وأغرق فيه أيما إغراق؛ فإننا لا نستطيع أن نشك في صحته إطلاقا، لا سيما والمعروف أن العامة كانوا يعثرون في موضع البركة بعد خرابها على بقايا الزئبق الذي كان يملؤها.
14
ومهما يكن من شيء فإن ضاحية القطائع لم تبق طويلا مقر الأمير وحشمه ورجال حكومته فحسب، بل ما لبث أن اتسع نطاقها، وزادت عمارتها، وأصبحت مدينة كبيرة زاهرة، وأنشئت فيها المساجد الجميلة والحمامات، والأفران، والطواحين، والشوارع، والحوانيت، وغير ذلك مما يصفه لنا المؤرخون وأصحاب كتب الخطط.
أما العمارة المدنية الخاصة في العصر الطولوني، فإن آثارها تكاد تكون قد عفت كلها، ولم يبق لنا شيء للاستدلال به على بعض قواعدها وأصولها، اللهم إلا أطلال منزل طولوني عثر عليه أثناء أعمال الكشف والتنقيب التي قامت بها دار الآثار العربية في صيف سنة 1932 بالتلال المجاورة لأبي السعود.
15
وقد كشفت حفائر دار الآثار عن جدران جزء من دار كبيرة بالآجر، وعليها زخارف من الجص على النحو المتبع في سامرا، وفي الجامع الطولوني، وفي اعتقادنا أن هذه الزخارف كانت تغطي الأجزاء السفلية من الجدران، وليست الجدران كلها من أسفلها إلى آخر ارتفاعها كما زعم بعض الكتاب.
ومهما يكن من شيء فإن ما بين هذه الزخارف الجصية وبين زخارف سامرا من قرابة واضح جلي، ولسنا نذهب إلى أن زخارف البيت الطولوني مطابقة تماما لأي زخرفة من الزخارف التي وجدها الأستاذ هرتزفلد
Неизвестная страница