وقد يتاح للنجم في ظروف لا محل لشرحها هنا أن ينقسم إلى نجمين متساويين أو متفاوتين حجما وكتلة، وحينئذ يسمى النجم المزدوج
Binary Star ، وكل من هاتين الفلقتين يدور حول مركز الثقل - التجاذب - الذي بينهما. والأرجح أن القمر مشتق من الأرض يوم كانت في حالة السيولة على نحو انشقاق النجم المزدوج؛ لأن القمر لا يدور على نفسه بالنسبة إلى الأرض، بل وجه واحد منه مواجه الأرض دائما، وكذلك لأن حجمه بالنسبة إلى الأرض كبير
إذا قورن بأحجام أقمار السيارات الأخرى بالنسبة إلى أمهاتها، وإذا تباعد شطر النجم المزدوج كثيرا يصبح كل شطر منهما يدور على نفسه، وإذا كان أحدهما أصغر جدا من الآخر جعل يدور كسيار أو قمر حول الآخر. يظن أن نحو ثلث النجوم مزدوجة؛ بناء على ما تقدم تعتبر الأرض مع قمرها نجما واحدا مزدوجا.
وقد يطرأ على النجم وهو في حالته الغازية ما يسلخ منه نطفات تظل تدور حوله، وثم تدور على نفسها أيضا، فتكون سيارات حوله كالنظام الشمسي، وهذا نادر جدا في رأي السير «تجايمس تجنز»، فالسيارات هي الجيل الخامس في التوالد من الكون الأعظم؛ ولذلك يكون للسيار خمسة أصناف دوران: (1) حول محوره. (2) حول شمسه. (3) هو مع شمسه حول المركز العنقودي. (4) هو مع شمسه وعنقوده حول مركز المجرة. ثم (5) هو مع المجرة حول مركز الكون الأعظم. وأخيرا يأتي جيل الأقمار المتولدة من السيارات وهو الجيل السادس الذي له 6 دورات، صار القارئ فاهما ترتيبها من سياق الحديث. •••
هنا ينتهي الاشتقاق؛ لأن الأقمار صغيرة جدا في حالة جمود، فلا يمكن أن تتفسخ إلى أولاد أقمار، من السيارات نفسها بعد أن صارت في حالة الجمود لا يمكن أن تستمر في الاشتقاق كما نعلم من حالة سيارات شمسنا. لا اشتقاق في حالة الجمود على الإطلاق، لا يكون الاشتقاق إلا في حالة الغازية أو السيولة. الاشتقاق المزدوج لا يكون إلا في حالة السيولة.
مجمل البحث وصفوته
الدوران - أو الدورية - يلعب دورا عظيم الشأن في عملية التنظيم الكوني. وقد رأيت أن علته هي «الجاذبية-الدافعية» هي محدثة كل درجاته التي سردناها آنفا. وفيما كانت قوة الجاذبية تجمع ذرات الفوتون في كتل كانت تجزئ البحر الأيثري الفوتوني إلى سدم. وكذلك فيما كانت تمعن في هذا التجميع إلى كتل صغرى كانت تجزئ السدم إلى سديمات، وهذه إلى نجوم ... إلخ؛ فالعملية كانت عملية تجميع وتفريع في وقت واحد.
على أن هذه العملية لم تتم بمجرد جذب فقط بخط مستقيم نحو المركز، وإلا لتجمعت كل ذرات الكون حول نقطة واحدة أو في مركز واحد، ولكنها تمت بجذب دوراني أي بجذب في خطوط منحنية حلزونية تبتدئ من مركز وتنتشر إلى المحيط، وهذا الجذب الدوراني هو علة الدافعية كما عللناه في محله؛ فحين نفكر بالجاذبية يجب أن نتصور الدورانية خاصة لها أو طبيعة فيها، وبالتالي هي طبيعة في المادة، وبغير هذه الخاصة لم يكن ممكنا أن يحدث التجمع والتفرع.
ثم إن فعل هذه الجاذبية الدورانية لا يقتصر على إحداث التجمع والتفريع فقط، بل يحدث التشتت أيضا الذي يتسع به نطاق الحيز المادي، كما شرحناه في كتابنا «هندسة الكون حسب سنة النسبية»؛ لأن قوة الجاذبية تقتضي تقلص الجرم أو الجسم، وكلما تقلصت الأجرام اتسعت الرحاب بينها، فيقل التجاذب بينها جميعا، وبتقلصها يعجل دورانها المحوري ويصبح دورانها المركزي - حول المركز المشترك بينها - أسرع؛ مما يوازن تجاذبها، لا لأن الدوران أسرع، بل لأن التجاذب قل، فتشرد بعضها عن بعض، وهكذا يتسع نطاق الحيز المادي. (3) الدوران الحلزوني
علمت في تعليل سر الجاذبية أن التموج الجاذبي ينتشر بشكل حلزوني، وانتشاره على هذا الشكل هو سبب الضلع الدافعي من ضلعي الجاذبية، وبالتالي هو سبب تناسب سرعة الجرم في دورانه المركزي مع بعده عن المركز، وإذا أنعمت النظر فيما تقدم لحظت أن الدورية لا تعيد نفسها؛ يعني أن الدوران لا يتكرر في المكان في نفس الدائرة؛ لأن الدوران لا يكون في مركز ثابت بل في مكان هو نفسه دائر متنقل، وبعبارة أخرى لا يتم الجرم دورته في الفضاء في دائرة، بل في شكل حلزوني، فلا دائرة تتم باتصال طرفيها، بل تلتف في حيز غير حيزها السابق؛ وسبب ذلك تعدد أصناف الدورانات كما شرحناه، واشتراك المكان والزمان في العملية.
Неизвестная страница