Философия истории у Вико

Атайят Абу ас-Сауд d. 1450 AH
23

Философия истории у Вико

فلسفة التاريخ عند فيكو

Жанры

5 (مسلمة 22). (1-4) أصل الجنس البشري

يقدم فيكو مجموعة من المسلمات التي تتناول أصل الجنس البشري والتي اعتمد فيها اعتمادا كبيرا على التاريخ المقدس؛ ولذلك نجده يفرق بين دين العبرانيين الذي أسسه الله ودين الوثنيين القائم على الكهانة، كما نراه يقيم الدليل على أن أصل الجنس البشري ينقسم إلى قسمين؛ أولهما: قسم قائم على الكائنات الخرافية وهي الأمم الأممية؛ وثانيهما: قسم قائم على منزلة إنسانية أرفع قدرا يمثلها العبرانيون. وهذه التفرقة تأتي في رأيه نتيجة التعليم البوهيمي للجانب الأول والتعليم الإنساني للجانب الثاني؛ لذلك رفض التفسير الخرافي الذي قدمه الفلاسفة للعمالقة ذوي الأجسام الضخمة وأخذ بتفسير تاسيتوس وقيصر للعمالقة الجرمان بأنها ترجع للتربية البربرية لأولادهم، وهذه مسلمات فيكو عن أقدم أنواع التاريخ: «التاريخ المقدس أقدم من كل التواريخ الدنيوية التي انحدرت إلينا لأنه يروي بالتفصيل عن الحالة الطبيعية التي عاش فيها البشر في ظل آباء الأسر لفترة تزيد على ثمانمائة سنة، أي أنه يروي عن حالة الأسر التي نشأت منها الشعوب والمدن في وقت لاحق كما يتفق على هذا كل المنظرين السياسيين» (مسلمة 23). «الإله الحق هو الذي أسس الديانة العبرية على أساس تحريم الكهانة التي انطلقت منها كل الأمم الأممية» (مسلمة 24). «التاريخ الطبيعي - كما بينت لنا الأساطير - أثبت الفيضان الذي غطى الأرض» (مسلمة 25). «قدم الفلاسفة للعمالقة ذوي الأجسام الضخمة والبشعة تفسيرا خرافيا» (مسلمة 26). «بدأ التاريخ اليوناني - وتاريخ كل الأمم الأممية ما عدا الرومان - بدأ بالطوفان والكائنات الخرافية»

6 (مسلمة 27). (1-5) قانون المراحل الثلاث لتطور الأمم

أخذ فيكو فكرة قانون تطور الأمم من المصريين القدماء في تصورهم لتطور التاريخ عبر مراحل ثلاث: المرحلة الإلهية، المرحلة البطولية، المرحلة البشرية. وتصاحب كل مرحلة لغة خاصة بها؛ فاللغة الهيروغليفية أو السرية المقدسة - كما عند المصريين القدماء - هي لغة المرحلة الإلهية، واللغة الرمزية - كما في أشعار هوميروس - هي لغة المرحلة البطولية، واللغة الشعبية - كما في لغة الرسائل - هي لغة المرحلة البشرية، وبعد دراسة فيكو لحضارات الشعوب القديمة أكد أن قانون المراحل الثلاث يمكن اعتباره مسلمة من مسلمات العقل البشري، فهو حقيقة تاريخية أكدها استقراؤه للتاريخ.

7 «انحدرت إلينا من العصور المصرية القديمة فكرتان؛ إحداهما أن المصريين القدماء لخصوا تاريخ العالم السابق في ثلاث مراحل؛ المرحلة الإلهية، المرحلة البطولية، والمرحلة البشرية ، أما الفكرة الأخرى فتقول إنه كانت هناك أثناء هذه المراحل ثلاث لغات وهي الهيروغليفية أو السرية القديمة، واللغة الرمزية وهي خاصة بالمرحلة البطولية، واللغة الشعبية أو لغة الرسائل وهي تعبر عن المرحلة البشرية وتقوم على علامات أو إشارات اصطلاحية للاتصال وقضاء الحاجات المشتركة» (مسلمة 28).

ثم يؤكد فيكو المراحل التاريخية الثلاث التي تبدأ بالمرحلة الدينية، ويوضح حقيقة هامة هي أن كل الشعوب قامت على أساس الدين وأن التاريخ بدأ بداية دينية، فكانت المرحلة الأولى من مراحل تطور التاريخ هي المرحلة الدينية وفيها نشأ الشعر الديني. ويستشهد فيكو على هذا ببضع فقرات من ملحمتي هوميروس فكانت هذه المسلمة: «أشار شاعر الإلياذة والأوديسة في خمسة مواضع من ملحمتيه إلى لغة أكثر قدما يدعوها اللغة الإلهية أو لغة الآلهة» (مسلمة 29).

ومن المعروف أن لغة هوميروس كانت لغة بطولية، وأن شعره من قبيل الشعر البطولي؛ فالشعوب الأولى كانت شعوبا دينية أسقطت رغباتها وعواطفها وحاجاتها الطبيعية والأخلاقية على أسماء الآلهة كما توضح هذه المسلمة التي يستشهد فيها فيكو بالمؤرخ الروماني فارو: «اجتهد المؤرخ الروماني فارو

Varro (116-27ق.م.) في جمع 30 ألف اسم للآلهة تلبي الحاجات الطبيعية والأخلاقية للبشر كما تصور الحياة الاجتماعية في العصور المبكرة»

8 (مسلمة 30).

ويتتبع فيكو نشأة المرحلة الدينية عند البشر الأولين مبينا أن الخوف هو المسئول الأول عن إيجاد الآلهة على الأرض، ويربط هذه النشأة بضعف القدرة على التفكير في طفولة البشرية؛ فالدين - وهو أول مبادئ العلم الجديد - يلقي الضوء على نشأة التاريخ البشري والتنظيمات الاجتماعية . فعندما تتوحش الشعوب ولا تقوم لقوانينها قائمة تلجأ إلى قوة أعلى منها وليس هناك ما هو أسمى من الله؛ ومعنى هذا أنه كلما توحش البشر نتيجة للحروب المشتعلة بينهم بحيث لا تقوم لقوانينهم قائمة فإن الوسيلة الوحيدة لترويضهم هي الدين، والعناية الإلهية هي التي هدت هؤلاء المتوحشين إلى إنسانيتهم وتكوين دولهم، وذلك بأن أيقظت فيهم تصورا غامضا للألوهية، وقد كان جهل هؤلاء المتوحشين هو المسئول عن نسبة الألوهية لكائنات أخرى، والجهل خاصية مشتركة بين الشعوب الأولى، فأسقط الإنسان الأول طبيعته الخاصة على طبيعة الأشياء التي يجهلها، ونشأت الميتافيزيقا الشعبية من جهل الإنسان الأول بالطبيعة، ونتج الجهل من ضعف القدرة على التفكير فأطلق الخيال عنانه ونشأ الشعر الديني الذي أضفى العاطفة على الأشياء الجامدة، ومن الجهل تنشأ الدهشة وحب الاستطلاع وهما أصل المعرفة. ومن خصائص العقل البشري أن يتجه للخرافة عندما يشعر بالخوف، وهذه الخرافة تثير الرعب، فكانت بداية الوثنية والتضحية بالقرابين وتقديم ضحايا بشرية وارتباط هذا بالعقائد الوحشية عند البشر المتوحشين الأول، وها هي ذي مسلمات فيكو التي ذكرها في هذا الصدد: «إذا نما أي شعب أينما كان - في ظل جيوش عاتية حيث لا تجد القوانين الإنسانية أي مكان لها - كانت القوة الوحيدة هي اللجوء إلى الدين» (مسلمة 31). «عندما يجهل الإنسان طبيعة الأشياء يجعل من نفسه مقياس كل شيء» (مسلمة 32). «تصور الجهلاء للطبيعة هو بمثابة ميتافيزيقا شعبية يحاولون بها أن ينسبوا للإرادة الإلهية أسباب الأشياء التي يجهلونها دون أن يذكروا الوسائل التي تستعين بها الإرادة الإلهية» (مسلمة 33). «عندما يصاب العقل بالخوف يميل إلى الخرافة، وهذه خاصة من خصائص العقل البشري» (مسلمة 34). «الدهشة ابنة الجهل» (مسلمة 35). «كلما ضعفت القدرة على التفكير ازداد الخيال قوة» (مسلمة 36). «هدف الشعر هو إضفاء الحس والعاطفة على الأشياء الجامدة» (مسلمة 37). «هناك نص كلاسيكي عن أصل الشرك يقول: إن البشر الأوائل أطلقوا أسماء الآلهة على فضائل متميزة إعجابا بهم وتقربا لهم لما يملكونه من قوة» (مسلمة 38). «إن حب الاستطلاع - وهو صفة طبيعية موروثة في الإنسان - هو ابن الجهل وأبو العلم أو المعرفة، فعندما توقظ الدهشة عقولنا عند رؤية أي ظاهرة طبيعية نسأل مباشرة: ماذا يعني هذا؟» (مسلمة 39). «إن الساحرات يفعلن أشياء تثير الرعب، وهن يمتلئن بالخوف مما يقمن به من خرافات فتظهر قسوتهن إلى حد التطرف في تمزيق الأطفال لممارسة سحرهن»

Неизвестная страница