Философия удовольствия и боли
فلسفة اللذة والألم
Жанры
antisthenes » في استعلائه وتساميه في تسوده على الحاجيات، واستقلاله المطلق الذي نلحظه في عدم اعتماده على شيء، وشعوره بأن لا حاجة له إلى شيء، اللهم إلا ما يقوم حياة البدن وحياة العقل، ثم بغضه لما دعاه «استعباد اللذة الحسية» إنما يهوي بمذهبه إلى غمر المغالاة، وقد نقول «مغالبة الطبيعة» بل الإفراط في العداء والاحتقار العنيف لكل لذة من اللذات.
بيد أننا نقع في ناحية أخرى على قول يعزى إليه، مجمله أن «اللذة خير»، غير أنها «اللذة التي يمكن للإنسان أن يباشرها من غير أن يكون في حاجة إذا باشرها إلى طلب الغفران.»
وعلى هذا يوافق أرسطبس غير أنه ربما كان قد حور في هذا القول - لو أنه سمعه - تحويرا يحقق معه «إن اللذة خير، وإن شعر الإنسان بعدها إلى ضرورة طلب الغفران، ولكنها في هذه الحالة تكون مرجوحة بالألم الذي يعانيه الإنسان عند شعوره بالحاجة إلى التوبة وطلب المغفرة.» (15) حلقات في انتقال المذهب
مضينا نبحث الفلسفة الهيدونية
Hedonistic Philsophy
على أنها من إنتاج الفيلسوف أرسطبس وحده، وعرضنا لبعض نواحيها بغير إطناب، فلم نتناول كثيرا من صورها الرئيسة، والحقيقة أنه من المتعذر أن نحكم بأن كل ما وصلنا من مبادئ هذه الفلسفة كان من وضع منشئها الأول، ذلك بأن المظان التي هي في متناول الباحثين تجعل الفصل في هذا أمرا خارجا عن طوق الإمكان.
فقد نقع فيما وصل إلينا من آثار هذا المذهب على مناقشات مستفيضة تناولت قواعده الأساسية، وقد نستخلص مفصلاتها من المختصرات أو الملخصات التي وصلت إلينا، ومنها ندرك أن أكثرها كان في موقف الدفاع إزاء النقد، أضف إلى ذلك ما يبدو في أكثرها من آثار الحذر والحيطة، وتحديد موضوعات البحث تحديدا دقيقا، مما يندر أن يكون من صفات الرواد، وعامة ذا يدل على أن هنالك ممكنات أخرى، والاحتمال المعقول أن نفرض أن المقطوعات المستفيضة ليست من عمل أرسطبس نفسه، بل من منشآت أفراد اعتنقوا المذهب من بعده . (16) أريطي وأرسطبس الصغير وغيرهما
عهد أرسطبس بكل مخلفات مذهبه إلى ابنته «أريطي
Arété » التي خرجت ابنها فيلسوفا كجده، ولأول مرة في تاريخ الفلسفة خلال كل العصور تلقت يد المرأة مشعل الحكمة والتقاليد من الأسلاف، لتعهد به إلى الأخلاف.
ولقد أورث أرسطبس الصغير مذهب جده العظيم نظرية جديدة زود بها الناحية الأخلاقية منه، ولا يبعد أن يكون إحكام الوضع الذي اتصفت به تعاليم المذهب القوريني، من آثار أريطي وابنها، وهنالك شواهد تؤيد هذا القول، ولكن من غير أن تنزله منزلة اليقين الصرف، فإن أرسطوطاليس عندما ذكر الهيدونية، لم يذكر أرسطبس بل ذكر الفيلسوف «أودوكسس
Неизвестная страница