Философия удовольствия и боли
فلسفة اللذة والألم
Жанры
يجب علينا أن نعترف أول شيء بأن أرسطبس قد وقف على حقيقة سيكولوجية (نفسية) كثيرا ما أبهم أمرها، فقد رأى أن المشاعر مجردة، ليس فيها القدرة على فصل ما هو أحسن مما هو أردأ، أو ما هو أسمى مما هو أدنى، ولقد ساق هذا الرأي بلغة كانت طبيعية في عصر كانت مباحث السيكولوجية (النفس)، والأنثروبولوجية (الإنسان)، والروح والطبيعة لم يتميز بعضها من بعض، فالمشاعر والإدراكات كانت عنده عبارة عن حركات، إما لطيفة وإما عنيفة، وكذلك من ناحية النظر في الشعور، فهو إما ملذ وإما مؤلم، وإذن فاللذة والألم يجب أن يتخذا كتجربة أو كصفة يوصف بها «الزمان» أو «الحاضر» خاصة، أما الماضي والمستقبل، فلا يجب أن يقام لهما أي وزن، أما موضع اللذة - أي الشيء الذي تصدر عنه اللذة - فليس هو عين الصفة التي تكون اللذة، فكل لذة «خير» ولو استمدت من أشياء غير ذات قيمة أو كانت منابعها أفعالا مكروهة، وكل ألم شر، وكل ما هنالك من فروق بين اللذة والألم، إنما هي فروق تلحق الصفة - أي الكيف
Quality - من حيث الجدة أو الكثرة أو القلة.
وقال في ص189 من كتابه هذا:
هنا نقع على نظرية طبيعية تبدأ بفكرة أن الميول والعواطف عبارة عن حركات (نفسية)، فقد قال القورينيون بأن اللذة صورة من الانفعال؛ أي شعور بحالة ملذة، على أن هذا لم يقبله أبيقور، فقد وضع تحليلا جديدا لحقيقة العلاقة بين اللذة والإحساس، وسبق أن ألمعنا إلى أن القدماء قد عرفوا الحركة باسم «جنس» واعتبروا الإحساسات والمشاعر «فصولا» منه، فالمشاعر التي هي لذة حينا، وألم حينا آخر ليست إلا حركات، ويترتب على هذا أن أول ما يجب علينا الحكم فيه؛ النظر في علاقة الصفة بالحركة، أما أرسطبس فاختصر الطريق بأن قضى بأن الحركة إما أن تكون لطيفة أو عنيفة، ولكنه اعترف بجانب هذا بحالة «هدوء» نعدم فيها الحركة، ولكن الحالة الوحيدة المرغوب فيها عنده هي حالة «الحركة اللطيفة »، في حين أن أرسطوطاليس قد اعتبر اللذة علامة رضا لا غير، ولكنه لم يعتبرها غاية البتة، غير أن أبيقور يخالف أرسطوطاليس، ذلك بأنه يقول إن اللذة هي «الخير»، ويبحث فيما هي اللذة غير مقتصر على الكلام فيما تحدث من أثر ، وكذلك يرفض أبيقور نظرية أفلاطون في «القصد»، ومن ثم يعود أبيقور إلى أرسطبس؛ لأن النظرية القورينية تقضي بأن اللذة هي الخير، وأن اللذة عبارة عن حالة من حالات الشعور أو الوعي (البدني)، ولكن أبيقور يحور النظرية في موضعين مهمين، فإن أرسطبس قد قال بثلاث حالات: (1)
الحركة اللطيفة. (2)
الحركة العنيفة. (3)
اللاحركة أو الهدوء.
وهذه الحالات لا تجدي في فهم ما يريد تماما؛ لأن كلا من الحركتين الأوليين «مزدوجة»، فقد يمكن أن يكون ألم لطيف وألم عنيف، ما لم تبرهن على أن الحركة اللطيفة وحدها، هي الحركة الملذة، كما أننا يجب أن نعرف ما هو الشيء الملذ في تلك الحركة، على أن أفلاطون قد رأى هذا الرأي قبل أبيقور، ولكن أبيقور قد استعمق في بحث هذا الموضوع إلى أبعد مما وصل أرسطبس، وذلك ما حملته عليه بحوث أفلاطون وأرسطوطاليس، فقال بأن اللذة كشيء له مميزات خاصة هي نوع من التحرر، أو العمل على التخلص من الألم، والحياة تتراوح كمتنوح الساعة من طرف إلى طرف؛ أي من طرف اللذة إلى طرف الألم، فالألم حركة واللذة حركة، ولكن أن لا نتحرك أبدا هي الحالة الحسنى، وفي هذا بعض المماثلة للمذهب الرواقي القائم على نظرية التحرر من الميول والعواطف كلية، ولقد علم أرسطوطاليس أن هنالك نوعا من النشاط لا يترتب عليه تغيير دائم، هو صورة من توازن الحركة، فأخذ أبيقور هذا القول، وقال إن الخير لذة من هذا النوع، وقد ندعوه «التحرر من الانزعاج» أو «الاطمئنان الفلسفي
Ataraxy ؛ لأنها حالة من الاتزان
Equipoise
Неизвестная страница