Философия науки в XX веке: истоки, урожай, перспективы

Юмна Тариф Хули d. 1450 AH
46

Философия науки в XX веке: истоки, урожай, перспективы

فلسفة العلم في القرن العشرين: الأصول – الحصاد – الآفاق المستقبلية

Жанры

كان جاليليو قد توصل إلى المقراب «التلسكوب» وصنع لنفسه واحدا، وفي السابع من يناير عام 1591م وجهه نحو المشتري فلاحظ أقمارا ثلاثة له، وفي الليلة التالية شاهدها أيضا، لكن على الجانب الآخر من المشتري. ثم داوم رصده وكان أحيانا يرى قمرين وأحيانا أربعة، فانتهى من هذا إلى أن أقمار المشتري تدور حوله كما يدور قمر الأرض حولها؛ إذ لو صح نظام بطليموس لكان قد رأى أقمار المشتري تدور حول الأرض، لا حول المشتري، وتوصل أيضا إلى أن الكواكب ليست أجساما مضيئة بذاتها، وأيضا إلى كشف هام هو أن كوكب الزهرة له أطوار تماثل أطوار القمر؛ إذ يبدو أحيانا بدرا كاملا وأحيانا أخرى هلالا رفيعا، وبكل هذا انتهى جاليليو إلى تدعيم النظام الكوبرنيقي بحيث فرض نفسه على الوسط العلمي، فكانت جهوده في علم الفلك هي أساسا تعزيز النتائج المطروحة قبله.

أما الخطوة الحاسمة التي أضافها جاليليو لتمثل مرحلة جديدة في نسق العلم فهي في علم الميكانيكا، فقد كانت المرحلة السابقة تحكم قوانين الحركة السماوية، ومع جاليليو بدأت مرحلة تحكم قوانين الحركة على سطح الأرض.

بحث جاليليو ظاهرة سقوط الأجسام، وانتهى إلى أن الجسم يسقط بسرعة تتزايد بانقضاء الزمن منذ أن بدأ يسقط، وهذا يعني أن الأجسام تسقط بعجلة، أي بتغير في السرعة

acceleration ، وهي عجلة ثابتة، أي تغير ثابت في السرعة، والسرعة تساوي العجلة مضروبة في الزمن «س = ع ن»، وسرعة الأجسام التي تقذف إلى أعلى عموديا تتناقص تبعا لنفس القانون، وتوصل أيضا إلى أن العجلة واحدة لكل الأجسام في نفس المكان ومستقلة تماما عن الشكل أو الحجم أو الوزن أو المادة، باستثناء إمكانية مقاومة الهواء لها. فالجسم ذو العجلة المنتظمة يتحرك بمسافة «ف» في فترة من الزمن «ن» تساوي المسافة التي يتحركها خلال نفس الزمن لو أنه سار بمتوسط السرعة، ومن ذلك انتهى إلى القانون «ف = نصف ع ن

2 »، وكان جاليليو قد حلل الحركة إلى عنصرين منفصلين: الحركة الأفقية إلى الأمام والحركة الرأسية الساقطة ، وذلك على أساس بحثه في حركة الجسم المتحرك على سطح مائل - أي المتدحرج، ومنه توصل إلى أن الأجسام الساقطة على سطوح مائلة تخضع لنفس القانون «ف = نصف ع ن

2 »، ثم استخدم هذا القانون لتحديد مسار القذيفة المدفعية، فحركتها تبرز هذين العنصرين؛ إذ تندفع إلى الأمام ثم تسقط على الأرض، وتتميز بأن عنصر مقاومة الهواء لها ضعيف للغاية بحيث يمكن إهماله، وبهذا المنظور انتزع جاليليو الميكانيكا من أسسها الثبوتية التي أرساها أرسطو حين افترض أن كل جسم ثابت إلى أن تؤثر عليه قوة تجعله يتحرك، أما جاليليو فقد أرساها على أسس كينماتيكية

Kinematical ، أي حركية وتقتصر على الحركة فقط دون التعرض للقوة المحدثة لها. فالأفلاك والأجسام جميعها تتحرك بذاتها، وكل تأثير القوى الخارجية عليها هو تغيير سرعتها أو اتجاهها؛ لأن فرض الجاذبية النيوتني لم يتدخل بعد. ومن الناحية الأخرى كانت ميكانيكا جاليليو قائمة على أساس فكرة القصور، فقد أدرك ببصيرته النافذة أن الجسم إذا أعطي سرعة في اتجاه معين، فإن السرعة لا تتوقف من تلقاء نفسها أو تحتاج إلى تجديد مستمر، بل تبقى ثابتة ما لم يغيرها عامل خارجي، لقد أنجز جاليليو إنجازا واسعا في نسق العلم الحديث بالقوانين التي وضعها لتحكم سبل الحركة على سطح الأرض.

وأصبح الطريق ممهدا للخطوة الأخرى والحاسمة حقا في نسق العلم الحديث، على يد بطل أبطاله بغير منازع إيزاك نيوتن

Issac Newton (1642-1727م). في عام 1687م نشر في لندن كتابه العظيم «الأسس الرياضية للفلسفة الطبيعية» ليحتوي على الإطار العام والهيكل المتكامل للفيزياء الكلاسيكية ولنسق العلم الحديث بأسره، لا سيما قوانين الحركة التي اكتملت تماما مع نيوتن بعد أن استفاد من جهود السابقين عليه ومنهم سلفه الأقل حظا وقدرات رياضية والذي يكبره بسبعة أعوام روبرت هوك.

24

Неизвестная страница