Философия нравственности
مباحث في فلسفة الأخلاق
Жанры
La conscience
الفرنسية. ويرى آخرون أن الوجدان هو تعرف النفس حالاتها، وشعورها باللذة والألم اللذين يعقبان الأفعال، أما الضمير فهو القوة التي عرفنا الكثير من خصائصها ومنها الحكم بأن هذا العمل الذي أتاه المرء خير فيلتذ لذلك ويسر، أو شر فيتألم ويندم، وإذن فالفرق بينهما هو أن التلذذ والتألم من ذاتية الوجدان، بينما هما من لوازم الضمير وآثاره.
على أن الحق في رأيي هو أن بين الوجدان والضمير فرقا كبيرا؛ الأول هو - كما قلنا - مشاهدة النفس لما يجري فيها وتعرفها حالاتها وإحساسها بما يكون من لذة وألم، أما الضمير فهو، بعد ذلك كله، يقدر الفعل ويحكم عليه بقياسه بما يرى من مثل أعلى، على ما سيجيء بيانه.
هذا، وقد جاء لفظ «القلب» في معنى قريب من الوجدان إن لم يكنه، كما جاء بمعنى العقل أو الضمير؛ من الأول قوله تعالى:
وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة ، وقوله:
قلوب يومئذ واجفة ، وقوله:
سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب . ومن الاستعمال بالمعنى الثاني قوله تعالى:
لهم قلوب لا يفقهون بها ، وقوله:
فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور . ومثل هذا وذاك كثير. (4-3) الدور الذي يقوم به
مما تقدم يتبين أن الضمير يلعب دورا هاما في حياتنا، فهو ناصح حكيم، وقاض عادل، ومنفذ أمين، ينصح أول الأمر بالخير ويحث عليه، وبالبعد عن الشر ويثبط عنه، وبعد الفعل يحكم لنا بالخيرية والفضيلة، أو علينا بالشرية والرذيلة، وينفذ أخيرا المثوبة ممثلة في ارتياح النفس وطمأنينتها، أو العقوبة بالتأنيب المر الذي يحز في القلب حزا، ويسلم للندم والتوبة.
Неизвестная страница