Кораническая философия
الفلسفة القرآنية
Жанры
ومن ثم أصبح القول بالحتمية مناقضا للقول بالجبرية في كلام علماء الأديان؛ لأن الجبرية تحصر الإرادة كلها في الإله المعبود، أما الحتمية فهي على الأقل لا تستلزم وجود إله إلى جانب القوانين التي يفسرون بها حركات الوجود.
وتعاقبت الكشوف في ميادين العلوم الطبيعية، وكل منها يرجع إلى قانون يزعم أصحابه أنه صالح لتفسير كل ظاهرة من ظواهر الطبيعة بغير حاجة على الإطلاق إلى مدد مما وراء الطبيعة، ولا فرق في ذلك بين ظواهر المادة العضوية، وظواهر المادة غير العضوية، أو بين الحي والجماد، فكان كل كشف من هذه الكشوف المتعاقبة يرجح بكفة الحتمية على كفة الاختيار من جانب الله، أو من جانب الإنسان.
ثم تقدمت الكشوف الذرية في أوائل القرن العشرين.
فإذا بكشف منها يضرب الحتمية ضربة قاصمة، ويفتح الباب واسعا للقول بالحرية والاختيار.
وذلك هو الكشف الذي جاء به العالم الدنمركي نيلز بوهر
Niels Bohr
صاحب جائزة نوبل للعلوم في سنة 1922.
فمن المعلوم أن الذرة قد وصفت في أقوال العلماء الطبيعيين بأنها منظومة كالمنظومة الشمسية، تشتمل على نواة كالشمس وكهارب تدور في فلك النواة كما تدور السيارات على وجه التمثيل والتقريب، وأن الإشعاع إنما يحدث من انتقال كهرب من فلك عامل إلى فلك آخر أقل منه عملا أو أقل منه في الطاقة على حسب تعبير الطبيعيين.
فجاء بوهر وقرر أن الكهرب يتنقل من فلك إلى فلك بغير قانون معلوم، وأن ألوف التنقلات لا يشبه بعضها بعضا ولا يمكن التنبؤ عن وقوعها ولا عن سبب وقوعها على أي أساس يمكن أن يسمى باسم القانون المطرد المعاد.
وجاء بعده أوجست هيزنبرج العالم الجرماني صاحب جائزة نوبل في سنة 1932 فذهب في إنكار الحتمية مذهبا أبعد من هذا وأفعل في إثارة الشكوك القوية من حولها، فقرر أن التجارب الطبيعية لا تتشابه على الإطلاق ولا تأتي تجربة منها وفاقا للتجربة الأخرى تمام الموافقة، ولو اتحدت الآلات والظروف، وسمى مذهبه هذا «باللاحتمية»
Неизвестная страница